استيقظ في التاسعة صباحا، رأسه يكاد ينفجر من إرهاق سهر ليلة البارحه.. بخطى متثاقله نهض من سريره وعقله يسترجع لمحات من صخب تلك السهره ، ضجيجها يملاء رأسه،
أخذ حمامه الصباحي، ازال ذقنه، غسل وجهه، ثم رفع عينيهينظر الى المراة يراقب قطرات الماء تنساب فوق تقاسيم وجهه، تأمل في وسامته بوجه يملأه الجمود، وجه ميت، ثم أحياه بابتسامة مفاجئه
تعلن بداية يومه. ارتدى ملابسه الأنيقه .. وقف أمام المراة مجددا.. ينسق غترته فوق رأسه.. وابتسم مجددا للمراة.. توجه لطاولة قريبه تصطف فوقها انواع العطور ..
نظر الى ثلاثة منها في زاوية الطاوله .. يستند الى كل منها بطاقة ... احدها من حنان، والأخرى من عبير ، والأخيرة من سناء ..كل بطاقة تفننت صاحبتها فيها واختارت ابدع الكلام
لحبيبها أحمد .. نعم اسمه أحمد.. حبيبهن.. ابتسم بسخرية وصرف نظره عنها جميعا ونظر لعطر اهدته اياه أمه.. تناول العطر وأغرق به ثيابه.. نزل..
تناول قهوته .. سلم على أمه ... قبل يديها .. قبلته على خده .. ثم انصرف الى العمل .. او الى العبث.. خرج ليعبث بأحدى مؤسسات والده التي عين فيها مديرا
ليشغل فراغه الصيفي.. وكعادة المدير.. وصل الى مكتبه في العاشرة صباحا .. نهض السكريتير الذي يفوقه جيلا ليفتح له باب المكتب .. جأته القهوه في ميعادها..
بدأ عمله بتصفح الصحف .. تابع الاخبار .. اخبار الرياضه .. تعكر مزاجه بتذكره هزيمة فريقه .. لم يلبث ان استرجع صفاء مزاجه برنين الهاتف..
أحمد: ألو..
عبير: أهلين أحمد ..
أحمد: هلا "عمري" .. وش أخبارك ؟
عبير: الحمدلله .. مشتاقة لك..
أحمد: والله انا اكثر "حياتي"..
عبير: أحمد ... قلت لك مشتاقة لك ..
أحمد: قلت لك وأنا أكثر يا "روحي"..
عبير: يا أحمد .. أنا .. أبي أشوفك ...
أحمد: والله يا "حبيبتي" شوفتك منى عيني ..بس تعرفين انا هالحين ((مسؤول)) عن مؤسسة الوالد ووقتي مره ضيق ..
عبير: ...
أحمد: والله اسف يا "قلبي" بس من جد ما عندي وقت..
عبير: الله يعينك حبيبي.. بس ياليت تخليني على بالك .. ابي اشوفك في أقرب فرصه..
أحمد: أمرك "عيوني" ..اعذريني بس انا مشغول هالحين ولازم اقفل..
عبير: اوكي حبيبي ... باي..
أحمد: باي..
عاد الى ضجره ((المسؤول)) يقلب في عقود المؤسسه غير واع لما يوقع عليه من اوراق رسميه ..
انتهى من ما بين يديه من أوراق بسرعه ..
وطلب سكرتيره ليرسلها الى الجهات المعنيه..
خرج السكرتير وأقفل الباب .. ادار شاشة حاسبه الالي..
واخذ يراقب شاشة بريده منتظرا..
دام الانتظار طويلا..
وقاطعه صوت الهاتف ..
أحمد: ألو..
سناء: مرحبا أحمد..
أحمد: اهلييييييييييييين حنان .. وينك من زمان؟؟
سناء: حنان !! مين حنان !؟
أحمد: أأأأاااا .. انتي يا "عمري" .. انتي الحنان كله ...
سكتت لبرهه ... ثم صدقته او ارادت ان تصدقه .. لما يحمله قلبها من حب له ..
سناء: ايوه عمري .. ايش اخبارك اليوم ؟؟
أحمد: والله تمام يا "حياتي" انتي كيفك ؟؟
سناء: انا بخير ..
أحمد: هاه ايش سويتي امس فالعرس؟ ( أخطاء وسألها هالسؤال )..
سناء: والله فاااااااااااااااااااتك .. رقصنا وانبسطنا وغنينا وكل شي .. اسكت .. ماقلت لك ..
فلانه فستاااااااااااانها كان مرررررررره وعععععععع .. وعلانه كانت لابسه لون يا الله .. يحوم الكبد..و..و...و...
سمعها ..سمع حكاياتها.. سمعها وما سمعها... كان ينتظر .. يراقب الشاشه وينتظر..
وفجأة اصدر البريد صوت .. صوت يعلن نهاية سواليف سناء..
قاطع أحمد روايات سناء..
أحمد: معليش "حبيبتي".. بس عندي اجتماع (طارىء)..
سناء بحسره : بس أنا ما كملت معك ساعه...
أحمد: معليش "عيوني".. بس لازم اروح للاجتماع ..
سناء: والله ما شبعت من صوتك ... (وانتي خليتيه يحكي الله يهديك !!)..
أحمد: خلاص "قلبي".. أكلمك الليله وتشبعين من صوتي..
سناء: ...
أحمد: يالله "روحي" .. باي..
سناء: .. باي..
( من طبع الانسان لما يحب انسان .. يحب يقول له على كل شي يصير بحياته ... واحيانا يحب يغوص في اعمق التفاصيل..
يحب يشاركه بكل تفاصيل حياته .. كل لحظه فيها .. والحلو منها قبل المر.. وكذا كانت سناء..
و كذا ما كان أحمد.. ولا كان يفهم سناء ... او ما حاول يفهمها.. )
اقفل أحمد خط الهاتف.. والتفت سريعا لشاشة الحاسب.. ليجد من انتظرها طويلا متصله ..
وقبل ان يبداء بمحادثتها حادثته ..
ريم : اهلين احمد ... صباااااااااااح الخييييييييييير ..
أحمد: هلا والله ريم ..
واخذهما الحوار عبر المسنجر لساعات ..
قبل ان يقاطعه الهاتف مرة أخرى ..
رفع سماعة الهاتف ليجد حنان على الطرف الاخر...
أحمد: معليش حنان بس انا مرررررررررررره مشغول ...
حنان: ....
أحمد: يالله "حياتي" باي.. اكلمك بعدين..
حنان: لهالدرجه ما عدت أهمك يا أحمد !!
أحمد: بالعكس يا "عمري" انتي "قلبي" و "روحي" و "عمري" و " عيوني" اللي اشوف الدنيا بها .. (((واضح)))
حنان: طيب انت عارف...
أحمد: حنان .. ايوه عارف .. انا مشغول مره .. بعدين اكلمك .. باي..
وقبل لا تنهي الكلام .. قفل أحمد الخط ... قبل لا تذكره بأن اليوم هو ذكرا لقاهم .. قفل الخط..
لقاهم قبل خمس سنين ..حبهم اللي من سنه وهو من طرف واحد ..قفل الخط .. وقال انه عارف ..
ومن زود حبها له .. بلعت مرارة الموقف وقالت أكيد انه عارف.. بس مشغول..
وراحت تنتظر يفاجأها بأنه عارف ...
رجع أحمد لمحادثته .. وكمل باقي الدوام على المحادثه ..
وقبل لا ينهي الحوار .. وزي كل مره .. طلب من ريم انه يسمع صوتها ..
وزي كل مره رفضت ..
كانت بتجننه .. تعرف عنه كل شي .. وهو ما يعرف الا اسمها..
عندها صورته .. وما عنده فكره عن شكلها..
كيف ترفضه وهو الشاب الوسيم ابن صاحب سلسله من مؤسسات البلد !!!
جننه السؤال وهو يدور في راسه ...
ألح عليها بالطلب ..
وطلب منه بكل أدب..
ينسا الموضوع ..
وكل مره كانت فيها ترفض.. كان يتعلق فيها اكثر واكثر..
جا وقت نهاية الدوام ..
وتوادعو..
واتفقو على اللقا بكره .. في نفس الموعد.. وعلى نفس البريد .. مثل كل يوم ..
وقبل يطلع ..
قالت له..
ريم : أحمد..
أحمد: سمي..
ريم : تبي تشوفني ؟
أحمد: !!!.. أكيييييييد ..
ريم : أنا كل يوم أطلع امشي في (...) .. تعال هناك ودورني...
تابع---------------->
:64675: