قاعة المحكمة

موضوع: قاعة المحكمة الإثنين يوليو 28, 2008 7:55 am

لم أكن اتصور يوما ان الجانى يتمتع بالحرية ....................................
وان المجنى عليه يتحمل مسئولية جريمة لم يرتكبها ............................
.........

جرتنى الظروف الى قاعة محكمة يوما ما مع صديق كشاهد فى قضية جنائية – ومنذ أن اعتلتنى الشيخوخة ولم تطأ قدماى محكمة .... وعندما دقت اقدام حاجب المحكمة خشب الباركية الذى يقف علية واطلق صيحة دوت ارجاء القاعة ( محكمة ) ، وقف الجميع.. ولحظات صمت .. خيل اليا حينها اننى اقف للحساب العسير- ثم خرج علينا من خلف المنصة . .
ثلاث رجال يرتدون ملابس ذات اللون الداكن ... ويضع كل منهم نظارة طبية على عينية .. وعدسات تلك النظارات ليست باللون الشفاف – نظروا الينا ثم جلس الذى بالوسط وتابعة الآخران ، ثم حصلنا نحن على الأذن بالجلوس ... فجلسنا .. حينها تنفست الصعداء .
وبدأ الحاجب فى مناداة أول قضية : القضية رقم 1 – المتهم احمد ابراهيم .. عندئذ نظراصحاب المنصة الى ناحية اليسار.. ثم أماؤا برؤسهم
لأسفل فتابعت ما نظروا اليه فوجت شاب فى مقتبل العمر يقف داخل قفص
من الحديد رافعا يدة ثم اعطاه العسكرى الذى يقف بجوار القفص أمرا بانزالها – ففعل .
وبدأ احد رجالات المنصة وخاصة الذى بالوسط – ينظرالى الشاب ثم وضع يدية على المنصة فى انحناء بسيط ناظرا من المساحة المتروكة ما بين النظارة وحاجبه .. وكأنة يريد ان يتحدث اليه .. فترة صمت .. ثم عاد القاضى واسند ظهرة على كرسيه .. ثم قال : فى حاجة عايز تقولها يا احمد
لم ينتهى القاضى من آخر حرف فى كلامة الا وانطلقت صرخات هذا الأحمد .. برىء – والله العظيم يا حضرة القاضى انا برىء .. صرخات تحمل من الألم والحسرة ما جعلنى اصدق هذا الشاب فى انه برىء .........
دموع تسيل على خديه اغرقت ملابسه حريقا .. كانت هناك بعض الاصوات بالقاعة ولكن لم تعد اذنى تسمع سوى كلمة برىء ..
حين ذلك لم اعد استطيع ان امنع نفسى من ان اردد كلمة برىء – برىء – ونظرت فى وجه احمد فوجدته وكأنه يريد ان يحتضننى ويلقى برأسه الثقيلة بين ذراعى ، وعيناه تحدثنى عبرالدموع التى تنهمرمنها- وظللت اردد كلمة برىء برىء حتى وصل همسى الى أذنى القاضى – فسمعت حركة كسرت الصمت الذى كان يملئنى فأنتبهت الى مكان الحركة فأذا هو مكان المنصة – فأستوقفتنى نظرات القاضى التى كانت تحددنى – فأبتلعت جزء من ريقى وحاولت ان ابتعد بنظراتى عن القاضى ولكنه اصر على ان اظل ناظرا اليه .. ثم قام القاضى بتثبيت النظارة الخاصة به على عينيه - واستمرينظرالى وكأنه يصيبونى بسهم القضاء ، ثم اشارالى بأصبعة وقال : أنت – ماذا قلت ؟ حينها أرتجفت جوارحى وتلعثم لسانى وبدأت الحروف تخرج منى متناثرة متباعدة .. فأصر القاضى على سماعى – ماذا قلت ؟ .. حاولت ان ابتعد عن كلمة الحكم التى خرجت منى ، ولكنه سارعنى بالقول – أقلت انه برىء ..... فأجبت – نعم يا سيادة القاضى ثم حاولت ان ابتعد عن تلك الكلمة ولكنة سارع بقوله : تؤجل القضية للنطق بالحكم فى 25 / 5 / 2005 .. ووقف القضاة – ثم نادى الحاجب بصوت
بصوت مرتفع : محكمة .. وقف الجميع وانصرف القضاة – ليعودوا بعد فترة يستكملون قضاياهم .. واذا بالشاب أحمد يمسك قضبان القفص الحديدى يستنجد بنظراته البريئة ويتوسل برائته الحبيسة .. فلم استطع ان امنع نفسى من الذهاب اليه والتحدث معه .
فقلت : أسمك ايه ؟
قال : أحمد
قلت : فيما انت متهم ؟
قال : فى سرقة ثروة جدى .. ولكنى أقسم بالله العلى العظيم برىء
قلت : أليس معك محامى يدافع عنك ؟
قال : لا
قلت : أليس لك أهل ؟
قال : نعم لى أهل ثم لاحقها لا ليس لى أهل .. ثم سالت عيناه الدموع وقال
لا أعلم – لا أعلم .. كانت لى أسرة أب وأم وأخت وبعد أن توفى
والدى وانا صغيرذهبنا وعشنا مع جدى وجدتى – وكانت أمى تعمل
من اجل ان نتعلم ونحصل على شهادات عليا الى ان حصلت أنا --
انا على بكالريوس تجارة بتقدير جيد جدا واختى مازالت بالتعليم
وكنا نعمل مع والدتى فى محل الخياطة الذى تركة والدى قبل وفاته.
ومرض جدى مرضا شديدا – على أثرة نقل الى المستشفى .. مات
جدى وسرقت خزانته وأتهمونى فى سرقتها
قلت : فين والدتك وأختك دلوقتى ؟
قتا : طردتهم جدتى – أفتكرت ان هم اللى وزونى على السرقة
قلت : وأمك وأختك ساكنين فين دلوقتى ؟
قال : مش عارف – لكن ورشة الخياطة فى شارع السجل فى حى الأبراج
قلت : وجدتك ساكنة فى البيت دلوقتى لوحدها ؟ .. وفجأة خرج الحاجب
على القاعة واطلق كلمته المشهورة : محكمة ..
انتظمت القاعة من جديد وهل علينا القضاة مرة آخرى .. وبدأ الحاجب فى مناداة القضايا – وكانت قضية صديقى وكانت شهادتى الصادقة وايضا كان التأجيل .. فأستعد صديقى للخروج من القاعة واشارلى بأن الاحقة – ولم استطع أن امنع نفسى للذهاب مرة آخرى الى أحمد لأحادثة – واذا برجال الأمن يمنعوننى .. حينئذ تدخل القاضى وقال : أتركوه .. أبقى فوت على قلم المحضرين صورالقضية كلها وأدرسها كويس يا أستاذ / أبوالنجا – حينها تاهت نظراتى وتخل توازنى بعض الشىء .. ولكنى اجبت حاضريا سيادة المستشار – متشكرين .. ثم تابعت خطواتى خارج القاعة وانا فى استغراب كيف له أن عرفنى – فأنا منذ ان تركت المحاماة ولم يعد لى صله بالمحاكم .. ولكنها كانت بادرة آمل ساعدتنى وشجعتنى فى ان اواصل مهنتى فى قضية هذا الشاب .

**********

أعزائى المبدعين
هذا هو الجزء الأول من القصة وسوف أطلعكم عليها تباعا
فأرجو متابعتها
ورأيكم أنا فى أحتياج اليه سواء بالسلب أو بالأيجاب
ولكم جزيل الشكر والتقدير

شكرا

_______..$$$$$$$'$$$_- ______
_____d$$$$$$$$$$$$$b______
_____$$$$$$$$$$$$$$$$_____
____4$$$$$$$$$$$$$$$$F____
____4$$$$$$$$$$$$$$$$F____
____$$$$"_"$$$$"_"$$$$_____
_____$$F___4$$F___4$$_____
_____..$F___4$$F___4$"_____
______$$___$$$$___$P______
______4$$$$$"^$$$$$%_____
_______$$$$F__4$$$$_______
________"$$$ee$$$"________
________._*$$$$F4_________
_________$_____.$_________
_________"$$$$$$"_________
__________^$$$$___________
_4$$c_______""_______.$$r_
_^$$$b______________e$$$"_
_d$$$$$e__________z$$$$$b_
4$$$*$$$$$c____.$$$$$*$$$r
_""____^*$$$be$$$*"____^"_
__________"$$$$"__________
________.d$$P$$$b_________
_______d$$P___^$$$b_______
___.$$$$$"______"$$$$$._____
_$$$$$$P__________*$$$$$$_
4$$$$$P____________$$$$$$"
"*$$$"____________^$$P

موضوع: رد: قاعة المحكمة السبت أغسطس 07, 2010 8:44 am

شكرا لكى إكتير

انا اول مرة اشوف الجاني في كبيرة بهذا الشكل

» مقر المحكمة