دخل عشَّ الزوجية كما يدخل المحاربُ ساحة القتال .. وبنفسية الملاكم عندما تطأ قدمُه الحلبة ..
وذلك ثمرةُ نصائح سامجة وتوجيهات غير موفّقة من الذين يحيطون به!!
حيث أوصوه بأن يسيطر على زمام الأمور .. وأن يقطع رأسَ القطة ويشرب من دمها في أول ليلة
(بئس النصيحة وخاب الناصح)!، وبالفعل تشرّب النصائح!!.
فما أقسى ما واجه!! وما أشدّ ما عانى!
هو من يخطِّط ويقرِّر ومن يأمر وينهى ...
لا تتحرك قطعة أثاث إلاّ بأمره؟
وقد أضاف إلى أثاث بيته قطعة جديدة!!
زوجة أضحت جسداً بلا كيان ..
حرمها من أبسط الحقوق!!، فلم يَعُد لها دور في بيتها سوى تنفيذ ما يُطلَب منها ...
تربية الأولاد كان يحارب تدخلُّها فيها (يا لغفلته!!) .. جرّدها من كل شيء ..
سألني ما رأيك؟ صحتي ساءت وأحوالي تردّت!!
وألهمني الله أن أقول له وبلا تردُّد دعها تقووود!!
نعم إنّ الحل يكمن في قيادة المرأة!
إنّ القيادة التي أطالب بها هي القيادة الأهم! (قيادتها لمملكتها لشؤون بيتها أولادها) ..
الحقيقة .. أنّ الكثير من الزوجات في رأيي أكثر قدرة وأعظم حكمة من أزواجهن، وذلك فيما يتعلّق بشؤون المنزل وإدارته .. وحتى لا يتوّهم متوهمٌ ويظن ظان أنّ الأمر يتنافى مع القوامة!! ..
لا، فالقوامة هي الحماية الرعاية والإنفاق وقبل ذلك مراعاة الله عزّ وجل في هذه الزوجة،
ولكن ما نراه من مفاهيم غريبة لا تُعَد من القوامة في شيء ..
وإنّما هي عُقَد نفسية وصور مغلوطة وضعف في الشخصية واضح!.
نصحته بتخصيص مبلغ معيَّن لمصاريف المنزل وتسليمه زوجته شهرياً،
وكذلك وعدم التدخل في شؤون البيت إلاّ فيما يراه خطأ بيناً وتقصيراً فاضحاً..
مع تشجيعها ومؤازرتها..
وراهنت على أنّ حياته ستتبدّل..
التقيته بعد أشهر وسألته عن حاله فقال أي راحة بال وأي حُسن حال..
تدبير وتنظيم وتوفير .. وبيتي من رائع إلى أروع...
ثقة زوجتي بنفسها عظمت .. مصاريفي قلّت وفوق هذا صحتي ونفسيتي تحسنتا..
وما تحسرت على شيء في حياتي أكثر من تلك الأيام التي كنت فيه الآمر الناهي!!..
الزوج الذكي هو الذي يثق بقدرات زوجته، وتلك قمة الرجولة وغاية الشجاعة،
وسيرى بعدها ما يسر خاطره ويبهج روحه .. فقط نثق في حواء!!.
ومضة قلم
المرأة قيثارة جميلة الأوتار .. ولكن أين ذلك الفنان الملهم الذي يسمعنا الألحان العذبة.
***