الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :-
لقد خلقنا الله جميعاً ووزع الرزق على الجميع كلٌ بما يستحقه وجعل المحبة وثيقة بين كل المسلمين ....
ولكن
تبحر بعض النفوس في مياه آسنة تتشفى ممن أنعم الله عليهم ورزقهم من خيره
بالحقد والحسد فيثمر ثمراً خبيثاً غيبةً ونميمةً واستهزاء وغيرها . ولا
يخلو مجتمع من تلك النفوس الدنيئة .
الحسد
موضوع أحب أن أتناقش معكم فيه لعلى أجد سبيلاً للآراء المتعاكسة عنه
ما هو الحسد ؟؟ وما الذى تعرفونه عن الحسد ؟؟
هو مجرد ضغينة فى النفوس الخبيثة كره تمنى زوال النعم من الغير
عندما يرى الحاسد نعمة مع غيره لا توجد معه أو يفتقدها يتمنى زوالها وبشتى الطرق والوسائل يحاول أخذها من هذا المسكين.
إن الحسد معروف وكلنا نؤمن بالحسد وأن العين ممكن أن يصيب شررها ولو من بعيد
والحسد من يوم خلق آدن عليه السلام
وقد قال تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) .
فالحسد هو من أقبح المظاهر وهو أول ذنب عصي الله به في السماء .
الشماتة الهجر الإعراض الإستهزاء الغيبة الإيذاء منع الحق كلها نابعة من الحسد والحقد والبغض
إن عيون الحاسد تقدحان بالشرر أو الشر وغيره والحاسد هو إنسان سلبى وغير سوى وتجده دوماً مريضاً ولديه شعور بالغيرة من الغير
هناك إحساس فى داخل كل شخص منا يشعر بأن هناك شيئاً أصابه عند رؤية شخص ما له بعينٍ غريبة وأحياناً أخرى لا نشعر بهذا
إن
الشخص الذى يوجد عنده نقص فى شىْ معين دوماً ما تجده ينظر للناس نظرة
غريبة تمحل فى طياتها بغض وكره شديدان ويتمنى لو أن هذه النعم كانت له هو
وليس لغيره
وفى نفسه يقول لما هو وليس أنا
هل أنت من هؤلاء أو شعرت يوماً بأن غيرك أحسن منك ولديه من النعم
ما ليس لديك؟؟
هل يشعر الحاسد بخروج العين وهل هي بإرادته ويمكنه ردها ؟.
كيف ممكن أن يحصن ويحفظ نفسه وأبنائه ومنزله من الحسد ؟
.{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ
إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ
وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} [النساء: 54-55].
هذا بالنسبة للحسد والذى يحسد ويُحسد هذا من جهة ومن جهة أخرى
هناك أشخاص يتكلون على الحسد، ويبررون كل أخطائهم وخسائرهم، ويعلقونها على شماعة
الحسد. وقد يتقاعسون عن مهامهم؛ وعندما يستحثهم أحد يتحججون بالحسد،
فهل يبالغون أم أنهم على حق؟.
وتراهم دوما كل كلامهم عن الحسد ومعظم جلساتهم مركبة على الحسد حتى تراهم مملون
وكلما تحدثت إليهم قالوا لك الحسد لو جرحوا حسد لو تعثر أحدهم فى شىْ حسد لو أصابه صداع بسيط فى الرأس قالوا لك حسد
وهناك نساء تقول لك ياه كلما خرجت من البيت أرجع مريضة
عندما
يرانى الناس ُأحسد بسرعة ألي هذا بمضحك قليلاً لم هذا الحديث صحيح إن
الحسد موجود ولكن أحياناً كثرة الحديث عنه تصبح مرض وليس كل مرض أو علل
يصيب الإنسان هو من الحسد
لما لا يكون إبتلاء من الله لإختبارنا ؟؟
ولم لا نقول عندما نصاب بمرض معين هذا إبتلاء من الله ؟؟
هل يعجبكم هذا التصرف ؟؟ وهل هو تصرف طبيعى؟؟ أم تصرف شاذ ؟؟
"العين حقٌّ، ولوكان شيء سابَقَ القَدَرَ لسبقتْه العين".
ولكن لا يجب أن نجعل الحديث عن الحسد فى حياتنا هو كل إهتماماتنا وهو العقبة الوحيدة فى الحياة
يجب الإعتماد على الله والتوطل عليه فى كل أمورنا
هل واجهتم مشكلة الحسد والحاسدين فى حياتكم؟؟
وهل جالستم بعض الناس الذين هم أكثر حديثاً عن الحسد ويضعون كل حياتهم وتصرفاته ضمن الحسد؟؟
وما هو موقفكم من حديثهم؟؟
برأيكم ممل أم طبيعى؟؟
هل شككتم يوماً بشخص معين أصابكم بعين الحسد ؟؟
وماذا كان تصرفكم آن ذاك ؟؟
والمؤمن معرَّض لأنْ يَحْسُده إنسان آخر، وما عليه إلا أن يتحصَّن بقوة الإيمان بالله،
والثقة به، وقراءة القرآن وبخاصَّة آية الكرسي، وأواخر سورة البقرة وسورة يس،
ويدعو الله أن يَقِيَهُ شرَّ الحاسدين ويقرأ أيضا: "قل هو الله أحد، وقل أعوذ بربِّ
الفلق، وقل أعوذ برب الناس"، فهذه السور هامة في هذا المجال.
ولكن
للأسف عندما تتكلم مع بعض الأشخاص بهذا الكلام وتنصحهم بقراءة هذه السور
الصغيرة يتحججون بأن العين التى أصابتهم كانت قوية ولم ينفع معها شىْ
إن يحسدونى فإنى غير لائمهم ...قبلى من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لى ولهم ما بى وما بهم ...ومات أكثرنا غيظاً بما يجد
***********
إصبر على كيد الحسود ... فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله
ليت هؤلاء المتحدثين كثيراً عن الحسد يفهمون معنى هذه الأبيات
والله لو فهموها لتركوا هذا الحديث وعاشوا حياتهم بهناءٍ وسرور
ويعرفون أن ***
إن الحسود الظلوم فى كربٍ ... يخاله من يراه مظلوماً
ذا نفس دائمٍ على نفس ... يظهر منها ما كان مكتوماً
أتمنى أن أكون قد وفقت فيما أردت كتابته عن الحسد والحاسدين ومواقف الناس من هذا الحديث
وأتمنى أن ينال ويحوذ على إعجابكم