الكابوس ويطلق عليه البعض بالعامي الجاثوم
هو نوع من الأحلام المزعجة كأنما شيء يجثم على صدر الحالم وتضيق به نفسه .
وقيل في تفسيره: أنه الرغبة غير المرغوب فيها تخرج من الحلم في هيئة مخلوقات شائهة تثقل على الحالم ويضطرب نومه ..
والكابوس هو:
خبرة حلم محمل بالقلق والخوف ويليه استرجاع تفصيلي شديد لمحتوى الحلم وهذه الأحلام يعيشها الفرد أثناء نومه وتشمل تهديدا لحياته او لشعوره بالأمان واحترامه لذاتـه .
ويسبب الكابوس إزعاجا شديدا للشخص ويزداد عادة مع وجود ضغوط نفسية او إجهاد جسماني.
وتحدث نوبات الكابوس عادة خلال فترات النوم المصحوبة بحركة العين السريعة ويمكن أن تحدث في أي وقت .
وتزداد قرب نهاية النوم لوجود نشاط زائد في الجهاز العصبي المستقل ونادرا ما نلاحظ حركات الجسم خلال النوبة .
وعند الاستيقاظ من الكابوس سرعان ما يصبح الشخص مهتديا ويقظا ويمكنه إعطاء تفاصيل عن الحلم سواء عند الاستيقاظ او في الصباح وقد يجد صعوبة في العودة إلى النوم.
( ونقول إنها مشكله عند تكرار حدوثها في أوقات متقاربة ) .
اضطراب فزع النوم او المخاوف الليلية:
أود ذكر هذا النوع من اضطرا بات النوم للتفريق بينه وبين الكابوس هو نوبة من الفزع الشديد والهلع تصاحبها أصوات عالية وحركه زائدة ومستويات عالية من النشاط العصبي اللاارادي ، ينهض الفرد من نومه جالسا او واقفا وذلك أثناء الثلث الأول من النوم الليلي عاده ويصرخ صرخة رعب وفي أحيانا كثيرة يسرع إلى الباب كما لو كانت محاولة هرب .
ومن المعتاد أن يتم نسيان النوبة كاملة في الصباح وتكثر النوبات اذا كان الشخص مرهقا او يعاني من ضغوط نفسـية اجتماعيه .
بعض أسباب حدوث الكابوس :
1 النظريات الكيميائية الحيوية / تركز هذه النظرية على عمل النواقل العصبية ودورها في تنظيم الكثير من العمليات بالمخ ..ولاختلال الناقل العصبي يؤدي ذلك إلى اختلال النوم الحالم وهو بدوره سيؤدي إلى بعض اضطرا بات النوم ( كالكابوس ).
2 العوامل النفسية والاجتماعية / توجد مجموعه من المتغيرات النفسية والاجتماعية التي يمكن إن تؤدي إلى اضطراب في النوم المختلفة ( ارق ..كوابيس ..فزع ليلي .....الخ) وذلك لدى الراشدين والأطفال ..(مثل وفاة عزيز ، الانتقال إلى مدينه أخرى ، الأزمات المالية ، المشكلات مع القانون ، مشكلات التوافق الزوجي ، ضغوط العمل ، المشكلات المدرسية للطلاب ..) .
3 العادات السيئة في الطعام والشراب / مثل أكل كميات كبيرة من الطعام في وجبة العشاء ، او الإكثار من الاطعمه الدسمة ثم النوم مباشره او تأخير وجبة العشاء إلى ما قبل النوم او شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم ، وهو ماقد يؤدي إلى نوع من التخمة وضيق النفس وممن ثم إلى كوابيس وأحلام مفزعه ...الخ
وتشير الدراسات إلى انه كلما زاد الوزن زادت فترة النوم الملئ بالأحلام والكوابيس .
علاج اضطرابات النوم :
إجراءات عامه /
* التخلص من العادات السيئة التي تؤثر على النوم مثل الأكل بإفراط في وجبة العشاء ..او شرب سوائل كثيرة قبل النوم او شرب المنبهات مثل الشاي والقهوة والكوكاكولا والشوكولا والتدخين .
* عدم اصطحاب المشكلات التي لم تحل وهموم اليوم السابق إلى غرفة النوم .
* أن يتصف الفرد بتأكيد ذاته والتعبير عن نفسه ومصارحة الآخرين حتى لا يحمل نفسه فوق طاقتها أو يشعر بتأنيب ضمير مما يعرضه للكوابيس والأحلام المفزعة بسبب التفكير في هذه الأمور والأخطاء التي حدثت في النهار .
* اختيار الوضع المناسب للنوم على الجنب ويعتبر إتباع الهدي النبوي الشريف في ذلك أمرا مفيد جدا ..والبدء بالنوم على الجانب الأيمن وقراءة بعض الادعيه الماثوره قبل النوم.
* العناية بغرفة النوم ومراعاة أن تكون بعيده عن الضوضاء والاضاءه العالية وجعلها مكان للنوم فقط .
العلاج النفسي / تنجم بعض اضطرا بات النوم كالكوابيس والأحلام المزعجه والمشي أثناء النوم والتكلم أثناء النوم من المشكلات والصراعات غير المحلولة والخبرات المحبطة .
ولذلك ينبغي أن يخضع الفرد للعلاج النفسي حيث يتم من خلال عملية التفريغ الانفعالي والتداعي الحر للتعرف على مثل هذه الصراعات ومحاولة تفسيرها للمريض ومن ثم زيادة استبصاره بها وهو ما يساعده على العودة إلى النوم الطبيعي .
المراجع / موسوعة الطب النفسي – المجلد الأول – د0عبد المنعم الحفني . الاضطرابات السلوكية وعلاجها د0 جمعة سيد يوسف .
بعض من الامثله التي وردت في بعض المواقع على الانترنت .
المشكلة الأولى :
السلام عليكم، مشكلتي أنني أعاني من حلم يراودني على فترات متفاوتة من عدة سنوات، وأخاف كثيرا منه، والحلم يتلخص في أنني أرى نفسي بين الصحو والنوم وكأن شيئا غامضا يضغط على أنفاسي فلا أستطيع النهوض، ولا أستطيع الصراخ لأستنجد بأحد، ولا أتمكن من الاستيقاظ، وأبدأ بقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين إلى أن يختفي الكابوس وأستيقظ فَزِعة... وفي آخر مرة جاءني فيها الكابوس شعرت بأن هناك شيئا ما يُطبق فمي، ويمنعني من قراءة القرآن الكريم، ولكنني كنت مستمرة في قراءة القرآن في قلبي إلى أن استيقظت، ويلاحظ أنه غالبا يأتيني بعد صلاة الفجر... أرجوكم أن تساعدوني في تفسير الحلم، ولكم الأجر إن شاء الله.
د.عمرو خليل ... الأخت السائلة
في الحقيقة أن ما تصفينه في رسالتك ليس حلما، ولكنه ظاهرة من الظواهر التي تصاحب النوم، في مرحلة الدخول فيه حيث يكون الشخص ما زال فعلا بين اليقظة والنوم، حيث يتعرض بعض الأشخاص لهلوسة طبيعية في هذه الفترة سواء سمعية أو بصرية، أو حسية، حيث يسمع، أو يرى، أو يشعر بأشياء وهو في هذه الحالة، بدون وجود مؤثرات خارجية. وهناك ظاهرة أخرى تسمى Sleep Paralysis ولا توجد ترجمة عربية دقيقة لهذه الظاهرة، وهي التي تصف حالتك حيث يشعر الشخص بحدوث ضغط عليه يجعله يشعر أنه لا يستطيع الحركة أو الكلام أو الصراخ، وهذا يصيبه بالخوف الشديد لعدم علمه بكون ما يحدث له، ويتصور أن هناك شيئا خطيرا سيحدث خاصة أن العقل يكون ما زال في حالة إدراك بدرجة معينة لما يحدث. وتزول هذه الظاهرة ويصحو الشخص فزعا لا يدرك هل ما حدث له حلم أم حقيقة؟ فيصفه بالحلم لأنه يرى نفسه في الحقيقة وقد زال عنه ما شعر به من ثقل أو ضغط على نفسه. وبالرغم من كل هذه الصورة فإننا نعتبر هذه الظاهرة من الظواهر التي ليس لها دلالة مرضية، والتي نكتفي فيها بطمأنة الشخص صاحب الشكوى حتى يفهم حقيقة ما يحدث، ولا يُصاب بالفزع الذي تصابين به خاصة إذا كان هذا الأمر يحدث على فترات متباعدة على مدار سنوات؛ لذلك فاطمئني ولا تقلقي مما يحدث، وهذا ليس حلما، ولكنه أحد ظواهر النوم الطبيعية التي نتعامل معها على مستوى مرضي إذا أصبحت أكثر تكرارا أو مصاحبة لأعراض مرضية أخرى.
المشكلة الثانية :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إلى الدكتور المحترم أنا عندي حالة أتعبتني كثيرًا، وأحس بها منذ فترة طويلة أي عدة سنين مع أنها متقطعة، وهي الجاثوم (الكابوس) الذي أحس به أثناء نومي، أي ألاحظ نفسي فاتحًا عيني وشيء ثقيل على جسمي مع سماع صوت غريب يتعبني كثيرًا، وأجد صعوبة في النوم ثانية حيث تنتابني وساوس أن هناك جنًّا. وجزاكم الله الخير الكثير.
الرد من قبل فريق الاستشارات الصحية.
الأخ الفاضل، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لفت نظري كلمة جاثوم التي وردت في استشارتك، وعلى الرغم من أنك قمت بشرح معناها فإن ذلك لم يمنعني من البحث عن أصل هذه الكلمة، فوجدت أنها كلمة متداولة تعني كابوسًا أو كما شرحتها أنت بالضبط.
وهذه الشكوى عزيزي هي شكل من أشكال الأحلام، ويأتي غالبًا على هيئة تشبه الكابوس، وعلميًا يقال بأن تكرار هذا الشكل وغيره قد يرجع إلى وجود كهرباء زائدة في المخ تظهر بهذه الصور، غير أننا نرجح أن يكون سبب هذه الحالة وجود أمور تؤرقك أو تشغلك؛
لذا ننصحك بالآتي:
أولاً: البعد عن المشاكل أو مسببات الضيق في حياتك، ومحاولة تغير شكل يومك بطريقة تكون مرضية أكثر بالنسبة لك.
ثانيًا: القيام بعمل رياضة ثابتة في اليوم، ولتكن المشي لمدة ساعة أو الجري؛ فالرياضة وممارستها تساعد على إفراز مادة الأدرينالين والنور أدرينالين في المخ وهما من المواد التي تحافظ على صحة نفسية جيدة للإنسان، وتجعله أكثر إقبالاً على الحياة وأقدر على تحمل متاعبها، إضافة إلى فائدة الرياضة العظيمة في استهلاك الطاقة الجسمية للإنسان، وبالتالي الخلود للنوم العميق أثناء الليل.
ثالثًا: ينصح قبل النوم بأخذ مشروبًا ساخنًا مهدئًا للأعصاب مثل اللبن أو الينسون والعسل؛ لأن العسل أيضًا يعمل على تهدئة الأعصاب ويساعد على النوم بعمق.
رابعًا: الاستعانة الدائمة بالله عز وجل من كل شياطين الإنس والجن كما كان يفعل نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وكن على يقين أن هذه الأشياء لا تستطيع أن تهزك طالما أنك التزمت بذكر الله،
ويساعد على ذلك :
1) المواظبة على أذكار الصباح والمساء فهي تحفظ المرء من كل سوء .
2) تلاوة بعض آيات القرآن الكريم قبل النوم أو سماعها بجوارك أثناء النوم.
3) تلاوة دعاء ما قبل النوم وأذكار النوم قبله، وهي كما وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل بأن تنام على الجنب الأيمن، وتقول: "بسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".
ثم تضع يداك على فمك وتقرأ الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات وتمر بيدك على ما تستطيعه من جسمك (أي ما تستطيع يدك أن تصل إليه).
فلتبدأ يا أخي بتطبيق ما ذكرناه لك، ونحن على يقين بوصايا ديننا الجميل ومدى تأثيرها الطيب في حياة المؤمن، وإن زاد الأمر عن ذلك فعليك التوجه إلى طبيب أخصائي نفسية وعصبية لمراجعته. مع التحية اختكم الطبيبة النفسية: حصة الغامدي
*اسأل الله العظيم ان يبعد عني والجميع الكوابس