كم هو مسكين ...

زائر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

...

...[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

...

يا ريت تقرأو الموضوع بشوية تمعن وشوية تركيز

بصراحة الموضوع في الصميم ..

.
.
.
.
.

التافهون هم الذين لا يعجبهم تقدم سواهم عليهم ..
ولا يريحهم تجاهل الناس ونسيانهم لهم ..
ولا يسعدهم نجاح غيرهم وفشلهم في كل خطوة يقومون بها أو يقدمون عليها ..

ولا يرضيهم أن يصبح غيرهم ملء السمع والبصر ...

يذكرون نجاحاتهم ويحتفون بهم ويكرمونهم ..
ويغدقون عليهم من المشاعر والاهتمام الشيء الكثير ..

ولذلك فإنهم يحاولون التعبير عن أنفسهم بصور مختلفة ...

وقد يكون من بينها رفع الصوت عاليا في المجالس والمنتديات والأماكن العامة ..

لإشعار الآخرين بأنهم يمثلون صوت الحرية والعدالة والقيم الإنسانية العظيمة ..

وقد يكون من بينها تسفيه الآخرين وإلصاق التهم بهم والإساءة إليهم وتشويه سمعتهم ...

وقد يكون من بينها ممارسة الكثير من صور التعالي على الجميع وعدم الرضا عن كل ما يراه ويسمعه ويعيش فيه ونقده .. والتعرض به ..

وقد يكون من بينها التعبير عن الذات بفوقية وتحقير الآخرين .. وتسفيه مواقفهم وآرائهم وتصرفاتهم ..

وقد يكون من بينها اتهام الدولة بالقصور والمجتمع بالغباء ..والعالم بالغفلة ..
لأنهم يخالفونه في الرأي وفي الرؤية ..

وفي مقدمتها رأيه في نفسه ورؤيته تجاه من وما عداها ..

هذا النوع المريض من البشر .. كم هو مسكين
مسكين لأنه مسكون بجنون العظمة ...

ومسكين لأنه لا يكاد يرى في المرآة سوى صورته .. شخصيته .. أفكاره ..

فهي الأجمل ..

والأذكى .. والأعلم .. والأصوب .. والأجدر .. بأن يكون فوق ..

فوق كل الناس .. وقبل كل الناس .. وعلى مسافة كبيرة من الناس ..

ومسكين لأنه يتآكل من الداخل .. تحرقه الأحقاد .. وتذيب حشاشته بنجاحات الغير ..
وتمزقه حالة العزلة التي يعيشها ..

ومسكين لأنه رغم الصدمات الكثيرة التي واجهها .. ورغم العبر التي بدت له وأمامه .. ورغم المرارات التي تجرعها ..

إلا انه ظل حبيس أوهامه .. وتصوراته .. وقناعاته .. وأفكاره .. ومبادئه الصدئة ..

ومسكين لأنه دخل في ( كهف ) العظمة ولم يخرج منه .. رغم تجاوز الحياة له .. وتقدم أحفاده عليه ..

ومسكين لأنه رغم صفاقاته ..
إلا أن الزمن لم يلقنه ..
ولم يعلمه ..

ولم يغير في نمط تفكيره .. وطريقة حياته .. وفي فهمه الخاطئ لنفسه ..
ولقدراته .. ولمصادر العظمة الموهومة فيه ..

فإذا وقف أمام من يكبره سنا ..
أو يتجاوزه مكانة ..
أو يتفوق عليه علما ومعرفة ..

فإنه لا يحترم نفسه ..
ولا يعرف قدره ..
ولا يزن كلماته ..

ولا يضع نفسه في مكانها الطبيعي .. فيكون بذلك محل استهجان الجميع .. وتندرهم.. وإشفاقهم عليه ..

فيما يعتقد هو بأنه كان موفقا في وقفته .. ومواقفه .. في حديثه .. في تعبيره عن ذاته ..

والأدهى من ذلك ...

أنه يعتقد باستمرار بأنه لا يعبر عن نفسه .. وإنما هو يحمل هموم الناس معه .. وينشغل بقضايا الأمة ومآسيها .. وأنه يمثل الصوت الوطني .. والقومي .. والإنساني الأوحد في هذا العالم .. بقوة .. والدفاع عن الإنسان في هذه المعمورة بكل استبسال ...

هذا المسكين .. كم هو مريض بمرض العظمة ...

ومن تكون هذه حالته وتلك مأساته .. فإنه لا يمكن شفاؤه ..
او توقع استيقاظه من الحالة المرضية الأبدية التي يعيشها ..

وليس غريبا إذا .. أن يتحول إلى ( هيكل عظمي ) ..

إلى ( شبح ) ينظر إليه الناس بإشفاق ..

ويصفقون له بسخرية ..

.
.
.
.
.

يا ريت اشوف ارائكم بالموضوع

شكرا الك انت الافضل

زائر

مشكور على مرورك

وإلى الامام

» صورة كلبي الذي مات قبل فترة (مسكين)