كانت تستعد للخروج للجامعة ، ارتدت ملابسها بكامل اناقتها كالمعتاد…بنطلون جنز " ع الموضه " و " كت " قطني أبيض تناولت حذائها المفضل،، وسارعت لإلتقاط " حجابها " وارتدته بعناية ودقة ..هي ذات" الطقوس " التي تتكرر يومياً .ولكنها في كل يوم تبدع أكثر في العناية بمظهرها وهندامها ..وخاصة قبل دومها الجامعي .
دخلت الغرفة الي كان يستلقي فيها والدي " رحمه الله " على فراشه الذي استحدث له بعد مرضه ، للتناول ورقة " فاين " نظر اليها والدي " رحمه الله " ثم قال لها بصوته الدافئ …" لا تروحي هيك …البسي الجلباب " !
ابتسمت ، وقبل أن تتأكد ان كان يتكلم بجد ام يمزح ..سارعته بقبلة على جبينه ، وقالت له " طبعاً يا بابا يا حبيبي بدي البس جلباب…هيو معلّق …بس انا هيك دايماً بلبس كل شي وبالآخر الجلباب ..تسلملي يا عسل " …
وتباعت استعداداتها …ودعته ..وغادرت ، حاملة أطرف موقف تتعرض له منذ "سنوات " ربما …
كان ذلك قبل عام _ربما _ من رحيله …أي قبل 7 سنوات من اليوم …
وهآنذا أتذكر ذاك الموقف ..وذاك الكلام …لم يكن والدي _ رحمه الله _ رجلاً " ساذجاً " لا يعرف ما الحجاب ! ولكنه بعد سنوات الغربة في لبنان وألمانيا ، شاهد ما لم تشاهده عين وسمع من الغرائب ما لم تسمعه اذن وعرف ما لم يعرفه قلب …على الأقل في ذاك الوقت وبخاصة في الأردن ..البلد الصغير المحافظ ….
واليوم وبعد هذه السنوات السبع " السمان " بما حملته من تدخلات " غربية _ عربية _ جاهلية " أمطرتها علينا الفضائيات ووسائل الاتصال والاعلام المختلفة …صارت تهيؤات والدي _ رحمه الله _ حقيقة !
فاليوم صار " الحجاب " غطاء للرأس او بعضه ، بما يسمى مثلا بالسبنش ! وصار " البدي سواء كان ثلاثة أرباع ، نصف كم ، أو حتى كم كامل " شيء عادي مع "الحجاب " …
البنطلون ..اهم شرط فيه اليوم أن يكون فيه سحاب …على الأقل ! يعني قصير ، طويل ، ضيق مفصل " مكسم " ،" ماكل هوا " مو مهم !!
تنورة قصيرة واسعه او ضيقة ، شفافة تتراقص يمنة ويسرة …مع خطوات الصبية …المهم ان تكون ملفتة و" لابقة " مع " الحجاب " !
أما آخر " صرعة " فهي " بابا سمحلي المحجبات " ..بالتأكيد مر عليكم من قبل ..!!
فلم تكن " الصبية " في محل بيع الحجابات قبل يومين ، بالمنظر الملفت جداً وان كان "بنطلونها " يظهر ما تحته في بثٍ مباشرِ وحي !
رحمك الله يا والدي ..فقد أصبحت نبؤتك المبكرة واقعاً مؤلماً بشعاً اليوم …
همسة : أخواتي …اتقن الله في أنفسكن وفي المجتمع !