©§¤°^°¤§©منتديات عصابة (3) التنين الاسود©§¤°^°¤§©



أي الناس أحب إليكـ؟ 944719 اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر ..أي الناس أحب إليكـ؟ 944719

ان كنت عضو رجائا قم بتسجيل دخولك الى المنتدى

وان كنت زائر نتشرف بتسجيلك معنا بالضغط على تسجيل في الاسفل

أي الناس أحب إليكـ؟ 26560 .:. الادارة .:. أي الناس أحب إليكـ؟ 26560

©§¤°^°¤§©منتديات عصابة (3) التنين الاسود©§¤°^°¤§©



أي الناس أحب إليكـ؟ 944719 اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر ..أي الناس أحب إليكـ؟ 944719

ان كنت عضو رجائا قم بتسجيل دخولك الى المنتدى

وان كنت زائر نتشرف بتسجيلك معنا بالضغط على تسجيل في الاسفل

أي الناس أحب إليكـ؟ 26560 .:. الادارة .:. أي الناس أحب إليكـ؟ 26560

©§¤°^°¤§©منتديات عصابة (3) التنين الاسود©§¤°^°¤§©
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

©§¤°^°¤§©منتديات عصابة (3) التنين الاسود©§¤°^°¤§©

-(¯`v´¯)- انمي يوغي ناروتو ون بيس العاب برامج صور يوتيوب اغاني دردشة مبارزة -(¯`v´¯)-
 
الرئيسيةالتنين الاسودأحدث الصورالتسجيلدخول

مرحبا بالزوار . هذا المنتدى كان بيتنا الثاني على الانترنت انا ومجموعة اصدقاء من كل الدور العربية تم تأسيسه سنة 2008 والي قبله سنة 2006 بس حذفته شركة احلى منتدى . كنا مهتمين بلعبة يوغي ونقيم بطولات اونلاين وتنزيل الانمي والدردشة قضينا احلى اوقاتنا بس تغيرت كثير امور والمنتدى انهجر كانت اعمارنا 14 - 15 - 16 -20 - 18 والان فوق العشرينات كل واحد مهتم بشغله والي تخرج والي تزوج والي خلف اطفال بس انا عن نفسي ما راح انساكم طول العمر كنتم عائلتي على النت سأتشرف بالتحدث الى القدامى عن طريق الفيس بوك حاولت ادور عليكم بس ما فلحت ف اغلبكم غير ايميله او ترك النت على العموم سأضع حسابي على الانستاكرام وراح يسعدني التحدث معكم .... تحياتي

insta :@Marrvy



 

 أي الناس أحب إليكـ؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
البارونة
O?°'¨ (عضو جديد ) ¨'°?O
O?°'¨ (عضو جديد  ) ¨'°?O
البارونة


انثى الجدي الثعبان
المشاركات : 17
العمر : 34
الاخلاق : 100%
المهنة : أي الناس أحب إليكـ؟ Studen10
الهواية : أي الناس أحب إليكـ؟ Painti10
المزاج : أي الناس أحب إليكـ؟ Dl310
الــعـلـم : أي الناس أحب إليكـ؟ Diapo_1074303
النــقــاط : 10949
سمعة العضو : 3

أي الناس أحب إليكـ؟ Empty
مُساهمةموضوع: أي الناس أحب إليكـ؟   أي الناس أحب إليكـ؟ Icon_minitimeالإثنين يناير 11, 2010 9:40 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


أي الناس أحب إليكـ؟


تكون أقوى الناس قدرة على استعمال التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك..فتتعامل مع أمك تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والاحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد منك قبلها..

وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيـك .. زوجتـك.. أولادك.. زملائـك..بـل قل مثله عن تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة.. كبائـع في دكان.. أو عامل في محطة وقود..

كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك.. وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك..

إذ إن من تتبع سيرته.. وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية.. فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة.. حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه. وبالتالي يكون هو أيضاً صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليهم.. لأنه أشعرهم بمحبته..

كان عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية من دهاه العرب.. حكمة وفطنة وذكاءً.. فأدهى العرب أربعة.. عمرو واحد منهم..
أسلم عمرو وكان رأساً في قومه.. فكان إذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة.. وإذا دخل مجلساً فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمه.. وإذا دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ناداه بأحب الأسماء إليه..

شعر عمرو بهذا التعامل الراقي.. ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأراد أن يقطع الشك باليقين.. فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه.. ثم قال : يا رسول الله..أي الناس أحب إليك؟
فقال صلى الله عليه وسلم : عائشة..
قال عمرو : لا.. من الرجال؟ لست أسألك عن أهلك..
فقال صلى الله عليه وسلم : أبوها..
فقال عمرو : ثم من؟
قال : ثم عمر بن الخطاب..
قال : ثم أي.. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعدد رجالاًُ.. يقول : فلان .. ثم فلان.. بحسب سبقهم إلى الإسلام.. وتضحياتهم من أجله..
قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم..

فانظر كيف استطاع صلى الله عليه وسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه..بل كان عليه الصلاة والسلام ينزل الناس منازلهم.. وقد يترك أشغاله لأجلهم..لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده..

لما توسع صلى الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينشر الإسلام.. جعل صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام.. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً.. وكان عدي بن حاتم الطائي.. ملكاً ابن ملك.. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قبيلة " طيء".. وكان عدي قد هرب من الحرب ولم يشهدها.. واحتمى بالروم في الشام..
وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء.. كانت هزيمة طيء سهلة.. فلا ملك يقود.. ولا جيش مرتب.. وكان المسلمون في حروبهم.. يحسنون إلى الناس.. ويعطفون وهم في قتال.. كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين.. وإظهار قوة المسلمين لهم..

أسر المسلمين بعض قوم عدي.. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم.. مضوا بالأسرى إلى المدينة.. حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام.. فعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من فراره!! كيف يفر من الدين؟ كيف يترك قومه؟

ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل.. لم يطب المقام لعدي في ديار الروم.. فاضطر للرجوع لديار العرب..ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومصالحته.. أو التفاهم على شيء يرضيهما..
( وقيل أن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب)

يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة:
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني.. وكنت على دين النصرانية.. وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي..
فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة.. فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر..
قال : فكرهت مكاني ذلك..
فقلت: والله لو أتيت هذا الرجل.. فإن كان كاذباً لن يضرني.. وإن كان صادقاً علمت.. فقدمت فأتيت..
فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم.. هذا عدي بن حاتم.. فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال لي: عدي ابن حاتم؟ قلت: عدي بن حاتم؟
فرح النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه.. واحتفى به.. مع أن عدي محارب للمسلمين وفارٌ من الحرب.. ومبغض للإسلام.. ولاجئ إلى النصارى..
ومع ذلك لقيه صلى الله عليه وسلم بالبشاشة والبشر.. وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته.. عدي وهو يمشي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الرأسين متساويان..!!
فمحمد(صلى الله عليه وسلم ) ملك على المدينة وما حولها.. وعدي ملك على جبال طيء وما حولها..
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) على دين سماوي "الإسلام".. وعدي على دين سماوي " النصرانية"..
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) عنده كتاب منزل " القرآن".. وعدي عنده كتاب منزل "الإنجيل"..
كان عدي يشعر أنه لا فرق بينهما إلا في القوة والجيش..

في أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف:

بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت في وسط الطريق فجعلت تصيح: يا رسول الله.. لي إليك حاجة.. فانتزع النبي صلى الله عليه وسلم يده من يد عدي ومضى إليها.. وجعل يستمع إلى حاجتها..
عدي بن حاتم.. الذي قد عرف الملوك والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد.. ويقارن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة.. فتأمل طويلاً ثم قال: والله ما هذه بأخلاق الملوك.. هذه أخلاق الأنبياااااء..
وانتهت المرأة من حاجتها.. فعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدي.. ومضيا يمشيان..فبينما هما كذلك..فإذا برجل يقبل على النبي صلى الله عليه وسلم..
فماذا قال الرجل؟
هل قال: يا رسول الله عندي أموال زائدة أبحث لها عن فقير؟! أم قال: حصدت أرضي وزاد عندي الثمر.. فماذا أفعل به؟
ياليته قال شيئاً من ذلك.. لعل عدي إذا سمعه يشعر بغنى المسلمين وكثرة أموالهم..
قال الرجل: يارسول الله.. أشكـو إليـك الفاقة والفقر..
ما يكاد هذا الرجل يجد طعاما يسد به جوعة أولاده.. ومن حوله من المسلمين يعيشون على الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به..
قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع.. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات ومضى.. فلما مشيا خطوات.. أقبل رجل آخر.. قال: يا رسول الله أشكو إليك قطع الطريق!!
يعني أننا يا رسول الله لكثرة أعدائنا حولنا لا نأمن أن نخرج من بنيان المدينة لكثرة من يعترضنا من كفار ولصوص..

أجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات ومضى.. جعل عدي يقلب الأمر في نفسه.. هو في عز وشرف في قومه.. وليس له أعداء يتربصون به..

فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله في ضعف ومسكنة.. وفقر وحاجة..

وصلا إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم.. فدخلا.. فإذا وسادة واحدة فدفعها النبي إليه صلى الله عليه وسلم إلى عدي إكراماً له.. وقال: خذ هذه فاجلس عليها.. فدفعها عدي إليه وقال: بل اجلس عليها أنت.. فقال صلى الله عليه وسلم: بل أنت.. حتى استقرت عند عدي فجلس عليها..

عندها.. بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يحطم الحواجز بين عدي والإسلام.. يا عدي أسلم.. تسلم.. أسلم تسلم.. أسلم تسلم..
قال عدي: إني على دين..
فقال صلى الله عليه وسلم أنا أعلم بدينك منك..
قال: أنت أعلم بديني مني؟
قال: نعم.. ألست على الركوسية..
والركوسية ديانة نصرانية مشربة بشيء من المجوسية.. فمن مهاراته صلى الله عليه وسلم في الإقناع أنه لم يقل ألست نصرانياً..وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها فأخبره بمذهبه في النصرانية تحديداً..
كما لو لقيك شخص في أحد بلاد أوروبا وقال لك: لماذا لا تتنصر؟
فقلت: إني على دين..
فلم يقل لك: ألست مسلماً.. ولم يقل: ألست سنياً.. وإنما قال: ألست شافعياً.. أو حنبلياً..
عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك..
فهذا الذي فعله المعلم الأول صلى الله عليه وسلم مع عدي..
قال: ألست من الركوسية..

فقال عدي: بلى..
فقال صلى الله عليه وسلم: فإنك إذا عزوت مع قومك تأكل فيهم المرباع؟
قال: بلى..
قال صلى الله عليه وسلم: أما إني أعلم الذي يمنعك من الإسلام..
أنك تقول: إنما تبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له..
وقد رمتهم العرب.. يا عدي: أتعرف الحيرة؟ قلت: لم أراها وقد سمعت بها..
قال: فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف في البيت في غير جوار أحد..
أي سيقوم الإسلام إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليس معها إلا محرم.. من غير أحد يحميها..

وتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يعتدي عليها أو يسلبها مالها.. لأن المسلمين صار لهم قوة وهيبة..إلى درجة أن أحداً لا يجرؤ على التعرض لمسلم خوفاً من انتصار المسلمين له..
فلما سمع عدي ذلك.. جعل يتصور المنظر في ذهنه.. امرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة.. معنى ذلك أنها ستمر بشمال الجزيرة.. يعني ستمر بجبال طيء.. ديار قومه..
فتعجب عدي وقال في نفسه: فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلاد!! ثم قال صلى الله عليه وسلم وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز..
قال: كنوز ابن هرمز؟
قال: نعم كسرى بن هرمز..ولتنفقن أمواله في سبيل الله..
قال صلى الله عليه وسلم: ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحد يقبله منه..
يعني من كثرة المال يخرج الغني يطوف بصدقته لا يجد فقيراً يعطيه إياها..
ثم بدأ صلى الله عليه وسلم يعظ عدي ويذكره بالآخرة..
فقال: ليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم..
سكت عدي متفكراً..
ففاجأه صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا عدي.. فما يفرك أن تقول لا إله إلا الله؟..
أو تعلم من إله أعظم من الله؟!
قال عدي: فإني حنيف مسلم.. أشهد أن لا إله إلا الله..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً مستبشراً..
قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار..
ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى..والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها..

فتأمل كيف كان هذا الأنس منه صلى الله عليه وسلم لعدي.. وهذا الاحتفاء الذي قابله به..
حتى شعر به عدي.. تأمل كيف كان كل ذلك جاذباً لعدي للدخول في الإسلام.. فلو مارسنا هذا الحب مع الناس.. مهما كانوا.. لملكنا قلوبهم..


فكرة

بالرفق واستعمال مهارات التعامل والإقناع..
نستطيع أن نحقق ما نريد..


**********************


بسم الله الرحمن الرحيم


أي الناس أحب إليكـ؟


تكون أقوى الناس قدرة على استعمال التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك..فتتعامل مع أمك تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والاحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد منك قبلها..

وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيـك .. زوجتـك.. أولادك.. زملائـك..بـل قل مثله عن تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة.. كبائـع في دكان.. أو عامل في محطة وقود..

كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك.. وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك..

إذ إن من تتبع سيرته.. وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية.. فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة.. حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه. وبالتالي يكون هو أيضاً صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليهم.. لأنه أشعرهم بمحبته..

كان عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية من دهاه العرب.. حكمة وفطنة وذكاءً.. فأدهى العرب أربعة.. عمرو واحد منهم..
أسلم عمرو وكان رأساً في قومه.. فكان إذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة.. وإذا دخل مجلساً فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمه.. وإذا دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ناداه بأحب الأسماء إليه..

شعر عمرو بهذا التعامل الراقي.. ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأراد أن يقطع الشك باليقين.. فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه.. ثم قال : يا رسول الله..أي الناس أحب إليك؟
فقال صلى الله عليه وسلم : عائشة..
قال عمرو : لا.. من الرجال؟ لست أسألك عن أهلك..
فقال صلى الله عليه وسلم : أبوها..
فقال عمرو : ثم من؟
قال : ثم عمر بن الخطاب..
قال : ثم أي.. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعدد رجالاًُ.. يقول : فلان .. ثم فلان.. بحسب سبقهم إلى الإسلام.. وتضحياتهم من أجله..
قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم..

فانظر كيف استطاع صلى الله عليه وسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه..بل كان عليه الصلاة والسلام ينزل الناس منازلهم.. وقد يترك أشغاله لأجلهم..لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده..

لما توسع صلى الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينشر الإسلام.. جعل صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام.. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً.. وكان عدي بن حاتم الطائي.. ملكاً ابن ملك.. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قبيلة " طيء".. وكان عدي قد هرب من الحرب ولم يشهدها.. واحتمى بالروم في الشام..
وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء.. كانت هزيمة طيء سهلة.. فلا ملك يقود.. ولا جيش مرتب.. وكان المسلمون في حروبهم.. يحسنون إلى الناس.. ويعطفون وهم في قتال.. كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين.. وإظهار قوة المسلمين لهم..

أسر المسلمين بعض قوم عدي.. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم.. مضوا بالأسرى إلى المدينة.. حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام.. فعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من فراره!! كيف يفر من الدين؟ كيف يترك قومه؟

ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل.. لم يطب المقام لعدي في ديار الروم.. فاضطر للرجوع لديار العرب..ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومصالحته.. أو التفاهم على شيء يرضيهما..
( وقيل أن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب)

يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة:
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني.. وكنت على دين النصرانية.. وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي..
فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة.. فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر..
قال : فكرهت مكاني ذلك..
فقلت: والله لو أتيت هذا الرجل.. فإن كان كاذباً لن يضرني.. وإن كان صادقاً علمت.. فقدمت فأتيت..
فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم.. هذا عدي بن حاتم.. فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال لي: عدي ابن حاتم؟ قلت: عدي بن حاتم؟
فرح النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه.. واحتفى به.. مع أن عدي محارب للمسلمين وفارٌ من الحرب.. ومبغض للإسلام.. ولاجئ إلى النصارى..
ومع ذلك لقيه صلى الله عليه وسلم بالبشاشة والبشر.. وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته.. عدي وهو يمشي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الرأسين متساويان..!!
فمحمد(صلى الله عليه وسلم ) ملك على المدينة وما حولها.. وعدي ملك على جبال طيء وما حولها..
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) على دين سماوي "الإسلام".. وعدي على دين سماوي " النصرانية"..
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) عنده كتاب منزل " القرآن".. وعدي عنده كتاب منزل "الإنجيل"..
كان عدي يشعر أنه لا فرق بينهما إلا في القوة والجيش..

في أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف:

بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت في وسط الطريق فجعلت تصيح: يا رسول الله.. لي إليك حاجة.. فانتزع النبي صلى الله عليه وسلم يده من يد عدي ومضى إليها.. وجعل يستمع إلى حاجتها..
عدي بن حاتم.. الذي قد عرف الملوك والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد.. ويقارن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة.. فتأمل طويلاً ثم قال: والله ما هذه بأخلاق الملوك.. هذه أخلاق الأنبياااااء..
وانتهت المرأة من حاجتها.. فعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدي.. ومضيا يمشيان..فبينما هما كذلك..فإذا برجل يقبل على النبي صلى الله عليه وسلم..
فماذا قال الرجل؟
هل قال: يا رسول الله عندي أموال زائدة أبحث لها عن فقير؟! أم قال: حصدت أرضي وزاد عندي الثمر.. فماذا أفعل به؟
ياليته قال شيئاً من ذلك.. لعل عدي إذا سمعه يشعر بغنى المسلمين وكثرة أموالهم..
قال الرجل: يارسول الله.. أشكـو إليـك الفاقة والفقر..
ما يكاد هذا الرجل يجد طعاما يسد به جوعة أولاده.. ومن حوله من المسلمين يعيشون على الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به..
قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع.. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات ومضى.. فلما مشيا خطوات.. أقبل رجل آخر.. قال: يا رسول الله أشكو إليك قطع الطريق!!
يعني أننا يا رسول الله لكثرة أعدائنا حولنا لا نأمن أن نخرج من بنيان المدينة لكثرة من يعترضنا من كفار ولصوص..

أجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات ومضى.. جعل عدي يقلب الأمر في نفسه.. هو في عز وشرف في قومه.. وليس له أعداء يتربصون به..

فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله في ضعف ومسكنة.. وفقر وحاجة..

وصلا إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم.. فدخلا.. فإذا وسادة واحدة فدفعها النبي إليه صلى الله عليه وسلم إلى عدي إكراماً له.. وقال: خذ هذه فاجلس عليها.. فدفعها عدي إليه وقال: بل اجلس عليها أنت.. فقال صلى الله عليه وسلم: بل أنت.. حتى استقرت عند عدي فجلس عليها..

عندها.. بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يحطم الحواجز بين عدي والإسلام.. يا عدي أسلم.. تسلم.. أسلم تسلم.. أسلم تسلم..
قال عدي: إني على دين..
فقال صلى الله عليه وسلم أنا أعلم بدينك منك..
قال: أنت أعلم بديني مني؟
قال: نعم.. ألست على الركوسية..
والركوسية ديانة نصرانية مشربة بشيء من المجوسية.. فمن مهاراته صلى الله عليه وسلم في الإقناع أنه لم يقل ألست نصرانياً..وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها فأخبره بمذهبه في النصرانية تحديداً..
كما لو لقيك شخص في أحد بلاد أوروبا وقال لك: لماذا لا تتنصر؟
فقلت: إني على دين..
فلم يقل لك: ألست مسلماً.. ولم يقل: ألست سنياً.. وإنما قال: ألست شافعياً.. أو حنبلياً..
عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك..
فهذا الذي فعله المعلم الأول صلى الله عليه وسلم مع عدي..
قال: ألست من الركوسية..

فقال عدي: بلى..
فقال صلى الله عليه وسلم: فإنك إذا عزوت مع قومك تأكل فيهم المرباع؟
قال: بلى..
قال صلى الله عليه وسلم: أما إني أعلم الذي يمنعك من الإسلام..
أنك تقول: إنما تبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له..
وقد رمتهم العرب.. يا عدي: أتعرف الحيرة؟ قلت: لم أراها وقد سمعت بها..
قال: فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف في البيت في غير جوار أحد..
أي سيقوم الإسلام إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليس معها إلا محرم.. من غير أحد يحميها..

وتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يعتدي عليها أو يسلبها مالها.. لأن المسلمين صار لهم قوة وهيبة..إلى درجة أن أحداً لا يجرؤ على التعرض لمسلم خوفاً من انتصار المسلمين له..
فلما سمع عدي ذلك.. جعل يتصور المنظر في ذهنه.. امرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة.. معنى ذلك أنها ستمر بشمال الجزيرة.. يعني ستمر بجبال طيء.. ديار قومه..
فتعجب عدي وقال في نفسه: فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلاد!! ثم قال صلى الله عليه وسلم وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز..
قال: كنوز ابن هرمز؟
قال: نعم كسرى بن هرمز..ولتنفقن أمواله في سبيل الله..
قال صلى الله عليه وسلم: ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحد يقبله منه..
يعني من كثرة المال يخرج الغني يطوف بصدقته لا يجد فقيراً يعطيه إياها..
ثم بدأ صلى الله عليه وسلم يعظ عدي ويذكره بالآخرة..
فقال: ليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم..
سكت عدي متفكراً..
ففاجأه صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا عدي.. فما يفرك أن تقول لا إله إلا الله؟..
أو تعلم من إله أعظم من الله؟!
قال عدي: فإني حنيف مسلم.. أشهد أن لا إله إلا الله..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً مستبشراً..
قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار..
ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى..والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها..

فتأمل كيف كان هذا الأنس منه صلى الله عليه وسلم لعدي.. وهذا الاحتفاء الذي قابله به..
حتى شعر به عدي.. تأمل كيف كان كل ذلك جاذباً لعدي للدخول في الإسلام.. فلو مارسنا هذا الحب مع الناس.. مهما كانوا.. لملكنا قلوبهم..


فكرة

بالرفق واستعمال مهارات التعامل والإقناع..
نستطيع أن نحقق ما نريد..


**********************


بسم الله الرحمن الرحيم


أي الناس أحب إليكـ؟


تكون أقوى الناس قدرة على استعمال التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك..فتتعامل مع أمك تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والاحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد منك قبلها..

وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيـك .. زوجتـك.. أولادك.. زملائـك..بـل قل مثله عن تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة.. كبائـع في دكان.. أو عامل في محطة وقود..

كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك.. وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك..

إذ إن من تتبع سيرته.. وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية.. فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة.. حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه. وبالتالي يكون هو أيضاً صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليهم.. لأنه أشعرهم بمحبته..

كان عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية من دهاه العرب.. حكمة وفطنة وذكاءً.. فأدهى العرب أربعة.. عمرو واحد منهم..
أسلم عمرو وكان رأساً في قومه.. فكان إذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة.. وإذا دخل مجلساً فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمه.. وإذا دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ناداه بأحب الأسماء إليه..

شعر عمرو بهذا التعامل الراقي.. ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأراد أن يقطع الشك باليقين.. فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه.. ثم قال : يا رسول الله..أي الناس أحب إليك؟
فقال صلى الله عليه وسلم : عائشة..
قال عمرو : لا.. من الرجال؟ لست أسألك عن أهلك..
فقال صلى الله عليه وسلم : أبوها..
فقال عمرو : ثم من؟
قال : ثم عمر بن الخطاب..
قال : ثم أي.. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعدد رجالاًُ.. يقول : فلان .. ثم فلان.. بحسب سبقهم إلى الإسلام.. وتضحياتهم من أجله..
قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم..

فانظر كيف استطاع صلى الله عليه وسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه..بل كان عليه الصلاة والسلام ينزل الناس منازلهم.. وقد يترك أشغاله لأجلهم..لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده..

لما توسع صلى الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينشر الإسلام.. جعل صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام.. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً.. وكان عدي بن حاتم الطائي.. ملكاً ابن ملك.. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قبيلة " طيء".. وكان عدي قد هرب من الحرب ولم يشهدها.. واحتمى بالروم في الشام..
وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء.. كانت هزيمة طيء سهلة.. فلا ملك يقود.. ولا جيش مرتب.. وكان المسلمون في حروبهم.. يحسنون إلى الناس.. ويعطفون وهم في قتال.. كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين.. وإظهار قوة المسلمين لهم..

أسر المسلمين بعض قوم عدي.. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم.. مضوا بالأسرى إلى المدينة.. حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام.. فعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من فراره!! كيف يفر من الدين؟ كيف يترك قومه؟

ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل.. لم يطب المقام لعدي في ديار الروم.. فاضطر للرجوع لديار العرب..ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومصالحته.. أو التفاهم على شيء يرضيهما..
( وقيل أن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب)

يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة:
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني.. وكنت على دين النصرانية.. وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي..
فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة.. فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر..
قال : فكرهت مكاني ذلك..
فقلت: والله لو أتيت هذا الرجل.. فإن كان كاذباً لن يضرني.. وإن كان صادقاً علمت.. فقدمت فأتيت..
فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم.. هذا عدي بن حاتم.. فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال لي: عدي ابن حاتم؟ قلت: عدي بن حاتم؟
فرح النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه.. واحتفى به.. مع أن عدي محارب للمسلمين وفارٌ من الحرب.. ومبغض للإسلام.. ولاجئ إلى النصارى..
ومع ذلك لقيه صلى الله عليه وسلم بالبشاشة والبشر.. وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته.. عدي وهو يمشي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الرأسين متساويان..!!
فمحمد(صلى الله عليه وسلم ) ملك على المدينة وما حولها.. وعدي ملك على جبال طيء وما حولها..
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) على دين سماوي "الإسلام".. وعدي على دين سماوي " النصرانية"..
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) عنده كتاب منزل " القرآن".. وعدي عنده كتاب منزل "الإنجيل"..
كان عدي يشعر أنه لا فرق بينهما إلا في القوة والجيش..

في أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف:

بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت في وسط الطريق فجعلت تصيح: يا رسول الله.. لي إليك حاجة.. فانتزع النبي صلى الله عليه وسلم يده من يد عدي ومضى إليها.. وجعل يستمع إلى حاجتها..
عدي بن حاتم.. الذي قد عرف الملوك والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد.. ويقارن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة.. فتأمل طويلاً ثم قال: والله ما هذه بأخلاق الملوك.. هذه أخلاق الأنبياااااء..
وانتهت المرأة من حاجتها.. فعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدي.. ومضيا يمشيان..فبينما هما كذلك..فإذا برجل يقبل على النبي صلى الله عليه وسلم..
فماذا قال الرجل؟
هل قال: يا رسول الله عندي أموال زائدة أبحث لها عن فقير؟! أم قال: حصدت أرضي وزاد عندي الثمر.. فماذا أفعل به؟
ياليته قال شيئاً من ذلك.. لعل عدي إذا سمعه يشعر بغنى المسلمين وكثرة أموالهم..
قال الرجل: يارسول الله.. أشكـو إليـك الفاقة والفقر..
ما يكاد هذا الرجل يجد طعاما يسد به جوعة أولاده.. ومن حوله من المسلمين يعيشون على الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به..
قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع.. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات ومضى.. فلما مشيا خطوات.. أقبل رجل آخر.. قال: يا رسول الله أشكو إليك قطع الطريق!!
يعني أننا يا رسول الله لكثرة أعدائنا حولنا لا نأمن أن نخرج من بنيان المدينة لكثرة من يعترضنا من كفار ولصوص..

أجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات ومضى.. جعل عدي يقلب الأمر في نفسه.. هو في عز وشرف في قومه.. وليس له أعداء يتربصون به..

فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله في ضعف ومسكنة.. وفقر وحاجة..

وصلا إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم.. فدخلا.. فإذا وسادة واحدة فدفعها النبي إليه صلى الله عليه وسلم إلى عدي إكراماً له.. وقال: خذ هذه فاجلس عليها.. فدفعها عدي إليه وقال: بل اجلس عليها أنت.. فقال صلى الله عليه وسلم: بل أنت.. حتى استقرت عند عدي فجلس عليها..

عندها.. بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يحطم الحواجز بين عدي والإسلام.. يا عدي أسلم.. تسلم.. أسلم تسلم.. أسلم تسلم..
قال عدي: إني على دين..
فقال صلى الله عليه وسلم أنا أعلم بدينك منك..
قال: أنت أعلم بديني مني؟
قال: نعم.. ألست على الركوسية..
والركوسية ديانة نصرانية مشربة بشيء من المجوسية.. فمن مهاراته صلى الله عليه وسلم في الإقناع أنه لم يقل ألست نصرانياً..وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها فأخبره بمذهبه في النصرانية تحديداً..
كما لو لقيك شخص في أحد بلاد أوروبا وقال لك: لماذا لا تتنصر؟
فقلت: إني على دين..
فلم يقل لك: ألست مسلماً.. ولم يقل: ألست سنياً.. وإنما قال: ألست شافعياً.. أو حنبلياً..
عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك..
فهذا الذي فعله المعلم الأول صلى الله عليه وسلم مع عدي..
قال: ألست من الركوسية..

فقال عدي: بلى..
فقال صلى الله عليه وسلم: فإنك إذا عزوت مع قومك تأكل فيهم المرباع؟
قال: بلى..
قال صلى الله عليه وسلم: أما إني أعلم الذي يمنعك من الإسلام..
أنك تقول: إنما تبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له..
وقد رمتهم العرب.. يا عدي: أتعرف الحيرة؟ قلت: لم أراها وقد سمعت بها..
قال: فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف في البيت في غير جوار أحد..
أي سيقوم الإسلام إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليس معها إلا محرم.. من غير أحد يحميها..

وتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يعتدي عليها أو يسلبها مالها.. لأن المسلمين صار لهم قوة وهيبة..إلى درجة أن أحداً لا يجرؤ على التعرض لمسلم خوفاً من انتصار المسلمين له..
فلما سمع عدي ذلك.. جعل يتصور المنظر في ذهنه.. امرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة.. معنى ذلك أنها ستمر بشمال الجزيرة.. يعني ستمر بجبال طيء.. ديار قومه..
فتعجب عدي وقال في نفسه: فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلاد!! ثم قال صلى الله عليه وسلم وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز..
قال: كنوز ابن هرمز؟
قال: نعم كسرى بن هرمز..ولتنفقن أمواله في سبيل الله..
قال صلى الله عليه وسلم: ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحد يقبله منه..
يعني من كثرة المال يخرج الغني يطوف بصدقته لا يجد فقيراً يعطيه إياها..
ثم بدأ صلى الله عليه وسلم يعظ عدي ويذكره بالآخرة..
فقال: ليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم..
سكت عدي متفكراً..
ففاجأه صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا عدي.. فما يفرك أن تقول لا إله إلا الله؟..
أو تعلم من إله أعظم من الله؟!
قال عدي: فإني حنيف مسلم.. أشهد أن لا إله إلا الله..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً مستبشراً..
قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار..
ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى..والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها..

فتأمل كيف كان هذا الأنس منه صلى الله عليه وسلم لعدي.. وهذا الاحتفاء الذي قابله به..
حتى شعر به عدي.. تأمل كيف كان كل ذلك جاذباً لعدي للدخول في الإسلام.. فلو مارسنا هذا الحب مع الناس.. مهما كانوا.. لملكنا قلوبهم..


فكرة

بالرفق واستعمال مهارات التعامل والإقناع..
نستطيع أن نحقق ما نريد..


**********************


بسم الله الرحمن الرحيم


أي الناس أحب إليكـ؟


تكون أقوى الناس قدرة على استعمال التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك..فتتعامل مع أمك تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والاحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد منك قبلها..

وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيـك .. زوجتـك.. أولادك.. زملائـك..بـل قل مثله عن تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة.. كبائـع في دكان.. أو عامل في محطة وقود..

كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك.. وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك..

إذ إن من تتبع سيرته.. وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية.. فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة.. حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه. وبالتالي يكون هو أيضاً صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليهم.. لأنه أشعرهم بمحبته..

كان عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية من دهاه العرب.. حكمة وفطنة وذكاءً.. فأدهى العرب أربعة.. عمرو واحد منهم..
أسلم عمرو وكان رأساً في قومه.. فكان إذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة.. وإذا دخل مجلساً فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمه.. وإذا دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ناداه بأحب الأسماء إليه..

شعر عمرو بهذا التعامل الراقي.. ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأراد أن يقطع الشك باليقين.. فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه.. ثم قال : يا رسول الله..أي الناس أحب إليك؟
فقال صلى الله عليه وسلم : عائشة..
قال عمرو : لا.. من الرجال؟ لست أسألك عن أهلك..
فقال صلى الله عليه وسلم : أبوها..
فقال عمرو : ثم من؟
قال : ثم عمر بن الخطاب..
قال : ثم أي.. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعدد رجالاًُ.. يقول : فلان .. ثم فلان.. بحسب سبقهم إلى الإسلام.. وتضحياتهم من أجله..
قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم..

فانظر كيف استطاع صلى الله عليه وسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه..بل كان عليه الصلاة والسلام ينزل الناس منازلهم.. وقد يترك أشغاله لأجلهم..لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده..

لما توسع صلى الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينشر الإسلام.. جعل صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام.. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً.. وكان عدي بن حاتم الطائي.. ملكاً ابن ملك.. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قبيلة " طيء".. وكان عدي قد هرب من الحرب ولم يشهدها.. واحتمى بالروم في الشام..
وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء.. كانت هزيمة طيء سهلة.. فلا ملك يقود.. ولا جيش مرتب.. وكان المسلمون في حروبهم.. يحسنون إلى الناس.. ويعطفون وهم في قتال.. كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين.. وإظهار قوة المسلمين لهم..

أسر المسلمين بعض قوم عدي.. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم.. مضوا بالأسرى إلى المدينة.. حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام.. فعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من فراره!! كيف يفر من الدين؟ كيف يترك قومه؟

ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل.. لم يطب المقام لعدي في ديار الروم.. فاضطر للرجوع لديار العرب..ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومصالحته.. أو التفاهم على شيء يرضيهما..
( وقيل أن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب)

يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة:
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني.. وكنت على دين النصرانية.. وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي..
فلما سمعت برسول الله صلى الله علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملاك الانتقام
O?°'¨ ( VIP ) ¨'°?O
O?°'¨ ( VIP ) ¨'°?O
ملاك الانتقام


انثى الحمل الكلب
المشاركات : 5249
العمر : 30
الاخلاق : 100%
المهنة : أي الناس أحب إليكـ؟ Studen10
الهواية : أي الناس أحب إليكـ؟ Unknow11
المزاج : أي الناس أحب إليكـ؟ 8911
الــعـلـم : أي الناس أحب إليكـ؟ Unknow10
النــقــاط : 24930
سمعة العضو : 38

أي الناس أحب إليكـ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أي الناس أحب إليكـ؟   أي الناس أحب إليكـ؟ Icon_minitimeالإثنين يناير 11, 2010 9:48 pm

جزاكي الله كل خير
ثاانكس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البارونة
O?°'¨ (عضو جديد ) ¨'°?O
O?°'¨ (عضو جديد  ) ¨'°?O
البارونة


انثى الجدي الثعبان
المشاركات : 17
العمر : 34
الاخلاق : 100%
المهنة : أي الناس أحب إليكـ؟ Studen10
الهواية : أي الناس أحب إليكـ؟ Painti10
المزاج : أي الناس أحب إليكـ؟ Dl310
الــعـلـم : أي الناس أحب إليكـ؟ Diapo_1074303
النــقــاط : 10949
سمعة العضو : 3

أي الناس أحب إليكـ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أي الناس أحب إليكـ؟   أي الناس أحب إليكـ؟ Icon_minitimeالثلاثاء يناير 12, 2010 12:21 am

اشكرك على المرور

ونورتى الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أي الناس أحب إليكـ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سهل تحب الناس وصعب تحبك الناس
» صورة حيرت آلاف الناس ... لالالا بل ملالين الناس .... لالالالالا بل حيرت العالم كله
» اعز الناس
» هام لكل الناس
»  «´¨`.¸.*.. مع .. بعض الناس ..*. ¸.´¨`»

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
©§¤°^°¤§©منتديات عصابة (3) التنين الاسود©§¤°^°¤§© :: ₪ ҉ ][ تنين الاقسام العامة ][ ҉ ₪ :: --{ / .. مقر الدين الاسلامي .. / }---
انتقل الى: