قصصٌ قصيرةٌ... اخرى
"1"
المَنْ في العطاء بين الزوجان
وقفت بجانب زوجها فى أصعب الظروف...المؤازرة...الإنفاق عليه من مالها الخاص...التشجيع...مرت عدة سنوات ...تحسنت أوضاعه ...ذهب الفقر...وجاء المال الوفير...كانت جملته المعتادة ....عند عودته الى المنزل.... "وراء كل عظيم امرأة ".......كلما حقق نجاحا ...سرعان ما يتحقق نجاح آخر.....فى قمة النجاح...بدأت اتباع سياسة المَن ...والتذكير بأيام الفقر ......والذكريات الأليمة....لولاها ما تحسنت أوضاعه ...ولبقىَّ فى زُمرة الفقراء والمحتاجين....تمادت فى أسلوبها الإستفزازى.....أظهر لها رفضه لتلك المعاملة... تألم...غضب..اشتد غضبه... لم يعد قادرا على التحمل... تدخل أبواها ...أقاربها الجيران ...الأصدقاء...أجمعوا على أن ...الخطأ فى جانبها...لم تتراجع عن أسلوبها المستهجَن ممن حولها ... من أقرب الناس لها....حاول معها بكل الأساليب الطيبة ...كلما مرت الأيام ازداد استعلاؤها عليه...لم يجدا حلا الا الإنفصال .
****
"2"
قزم ...وعملاق
قزم...يشكو الى العملاق... قسوة الناس فى التعامل معه...سخرية... تهكم...غمز..لمز....يعانى من... العُزلة...الإقصاء...الغُربة...طمأنه العملاق...بأنه أيضا... يعانى مما يعانيه...تماما بتمام...ولكن الفرق بينهما....أن الناس يُظهرون ضعف القزم فى وجهه... استعلاءً عليه... أما مع العملاق فانهم يُظهرون ضعفهم فى وجهه ...خوفا منه.
******
"3"
الكرة والأطلال
امرأة فلسطينية تستغيث....أين أنتم ياعرب ؟...هدموا البيوت...حطموا دُمى الأطفال....أحلامهم ...آمالهم........أغيثونا ياعرب ...الجندى الإسرائيلى... لايكترث بصراخها...يعبث بالمذياع الملقى على الأرض ...قريبا من البيت ...الذى بات ركاما.....نبأ عاجل ...دولة عربية... ربما تقطع علاقاتها... بدولة عربية أخرى ...بسبب ...مباراة كرة قدم أُقيمت بينهما .
***
"4"
العميل وابنه
العميل أبلغ الأعداء...عن موعد قدوم المقاوم الى منزله..... لم يحضر المقاوم... فى الموعد المحدد...لأنه استشعر الخطر... أطلقوا صوب منزله صاروخين...كان المنزل خاليا من سكانه .......أصاب أحد الصاروخين شخصا ...كان يمر قدرا...فارق الحياة فى الحال...تبين لهم ...أنه ابن العميل الوحيد .
"5"
العميل وابوه
بعد أن علموا أنه عميل... يخبر الأعداء بكل صغيرة وكبيرة... عن تحركات المقاومين...تسبب فى اغتيال خمسة منهم ....قرروا اعدامه ...فى ميدان عام...شرعوا فى التنفيذ......حضر أبوه.....أقسم عليهم ألا ينفذوا فيه حكم الإعدام....وألا ينفذه أحد غيره.
***
6
شحاذ
يقف كل يوم عند سياج المتنزه الحديدي
يرقب ظله تدوسه أقدام العابرين
يتهرىء يمتليء بالثقوب
ينتزعه من على الرصيف
ليشتري بالدراهم القليلة
إبرة وخيطا ليوم آخر
.................................
7
مسكيــن
تأبى راحته أن تنبسط
يعانده الكبرياء
يعود للبيت الخرب
حيث لوم عميق يملأ عيني زوجته
وأفواه صغيرة رطبت شفاهها دموع
فيمضي خارجا
ليلقى كرامته تحت أول قدم تصادفه
...................................
8
ثــري
بفظاظة ينظف أسنانه بلسان يتلوى كثعبان
يتجشأ..
ينفخ دخان السيكار بعد رشفة من كأسه
ومن خلال زجاج واجهة المطعم
يرقب طفلا لصق وجهه بالزجاج
وعيناه تلتهمان الموائد
فينادي بصوت قبيح
أيها النادل
أبعد هذا المتشرد
تعريفات
/
الجنون ..بداية الطريق الى الحرية .
2/
البشرة السمراء
دليل ثوريتي .
3/
يموت الفيلسوف
عندما يعلم أنه ولد في الزمان الخاطىْ .
4/
عالم الدين
هو من يفسر الدين بالشكل الصحيح .
5/
كثيراً ما أبكي
لكنني لم أتذوق طعم الدموع
إلا من عين أُمي .
6/
الشعور بالذنب
يعني تصحيح الاخطاء في المرحلة القادمة .
7/
شعراء مدح الدكتاتور
هم الأوائل في هجائه .
8/
بداية سقوط أخر قطرة دم
هي نهاية الثورة .
9/
المرأة بحرٌ هادىء
فلا تحاول أن تسبح عكس تيارها
لأنك ستلاقي الغرق .
10/
الحياة معركتان
الأولى " أنتَ " والثانيه "هي"
إن فزت في ثانيهما
فقد كسِبتَ نفسك .
11/
المتجرع كؤوس القهر
هو نفسه الضاحك كثيراً
والهارب من وجه الحقيقة
هو نفسه المتمسك بالوهم .
****
مفارقات
مفارقات *
(1) فرق بسيط جدا
سأل التلميذ المعلم : ما الفرق بين " السائس " و " السياسي " في هذا العصر ؟
أجابه : كلاهما يركب حصانا .. فهما متماثلان .. باستثناء فرق بسيط جدا ً : السائسُ هو الذي يقود الحصانَ .. أما السياسيُّ ، فالحصانُ هو الذي يقوده ..
لذا ، يتنافس " السائسون " بـ "فروسية ٍ " فنربح المتعة ... أمّا الساسة فيتنافسون بـ " فرائسية " فنخسر الوطن .
(2) حكيم مدينتنا
يدعونه " مجيد المخبّل " مع أنه أكثرهم حكمة ..
أيام كانت قناني البيرة والبيبسي كولا المثلومة الفوهات ، تستخدم خوازيق وكراس ٍ للكبار في شعبة التحقيقات ، ملأ " مجيد المخبّل " كيسا ً بقناني الشطة الصغيرة الناعمة وذهب بها إلى مدير أمن البلدة قائلا : هذه القناني قد تحتاجونها لجلوس الأطفال .
(3) ملحد
أقسمَ لي بالله وكتابه وبجميع الأنبياء كي أصدّق أنه ملحد !
(4) تساؤل
حين جاء إلى الدنيا ، وضعوه في مهدٍ خشبيٍّ طوله نصف ُ متر ..
بعد ستين عاما ، غادر الدنيا في تابوت خشبي طوله متران ...
سألني عمري : أأعيش كلّ هذه السنين من أجل زيادة ِمتر ٍ ونصف المتر من الخشب ؟
(5) تماثل
قالت لي الحقيقة : لافرق بين هذا الشحّاذ الجالس على الرصيف ، وذلك الإمبراطور الجالس على العرش ... ما دام أنّ كلا ً منهما يجلس على عجيزته .
(5) شاهد عيان
حدّثتني الغابة فقالت : كرسيُّ العرشِ والتابوتُ صُنِعا من خشبِ شجرةٍ واحدة ..
(6) العودة
سألته مسؤولة دائرة الهجرة في السفارة الأمريكية ببيروت : متى تعودون إلى بلدكم العراق ؟
أجابها : حين تعيدون العراق لنا .
(7) خطيئة
رآهم يحملون تصاويره في التظاهرة فصاح بهم : أنْ تكفروا بالخالق ، أهْوَن ُ عند الله من أنْ تعبدوا المخلوق .
( يقين
قال لي جسدي : أنْ تُطعِمني قمحا ً بملعقة ٍ من خشب ، أنفع ليْ من أن تُطعِمني تِبنا ً بملعقة ٍ من ذهب .
(9) جغرافيا
سأل الطفل أباه وهو يحدق بالخارطة : أين يقع العراق يا أبتي ؟
الأب : في السفارة الأمريكية ببغداد ياولدي .
***
* لا أعرف إلى أيّ جنس أدبي تنتمي هذه النصوص ، وهذه أيضا مفارقة أخرى .
وأنت امرأة تدخلين عقلي
متشحة بصور بهية..
رغم أيامي الذابلة.
كأوراق ميتة على ضفاف غدير ناشف
المتلعثم
الحانة تلفظ روادها. يلفظ جيوبه أيضا عله يجد ما يستقل به التاكسي. يعبر الزقاق المظلم الضيق. يجردونه من أحذيته ومن ساعته ومما تبقى من آدميته. يواصل المسير. يزداد تلعثمه. يزداد تنمّله. يحاول أن يحصي كم عدد المرات التي عاد فيها من الحانات والمساجد حافيا. لم يقو على ذلك، فيزداد تلعثما.
الرؤوس المضمدة
دخلت القرية. بدا لي أناسها كلهم برؤوس مضمدة. وددت أن أسألهم هل اقتتلوا فيما بينهم. أرجأت السؤال إلى حين. طال مكوثي في القرية وظلت الضمادات لصيقة بالرؤوس مطوقة لها بشكل حلزوني. كانوا كلما اجتمعوا لاحتساء الشاي يربطون بين الضمادات التي تمتد حولهم كالمشنقة وبين زبد الشاي المنعنع. كنت أتساءل مرارا، وظل هذا السؤال يراودني إلى اليوم:
هل يمكن أن يختصر العقل في قعر قدح؟
جباص
لا يبرح ذلك المكان. يجلس بعباءته التي تبرز بطنه الممتد. يداعب لحيته الكثة بين الفينة والأخرى. وقف عنده جباص. بلل حفنة من جبص وبدأ يمسد اللحية. ابتعد عنه قليلا. راق له فنه وفتح محلا لتجبيص اللحى.
حمية
لأن البدانة ليست موضة، ولأن القارئ النهم والأكول الشره في طريقهما إلى الانقراض كما الديناصورات، تتبعتُ نظام حمية صارم:
تناولت وجبة خفيفة جدا..
كتبت قصة قصيرة جدا..
فأصبحنا رشيقين جدا.