خلال تطوافي بالعديد من المدارس في منطقتنا لفت نظري
العبارات التي قرأتها على الجدران و المقاعد و التي تعبر
عن اهتمام من يتعلم فيها من الطلاب ....
فكانت عبارات التشجيع للأندية الرياضية الإسبانية ( ريال مدريد و برشلونة )
تتصدر قائمة الاهتمام
و من ثم عبارات الحب و الهوى و نحت رسوم القلوب على مقاعد
الدراسة ....
و بين هذا و ذاك لم أجد شيئا يذكرني بوجود طلاب اللهم إلا
وجود بعض المنحوتات على المقاعد والتي كانت عبارة عن
رسم البرنامج اليومي لأن الكثيرين يأتون إلى المدرسة
دون معرفة برنامجهم فضلا عن تحضير دروسهم .....
لا شك إن جيلا يربى على هوامش الحياة لن يتقدم قيد
أنملة على طريق العلم ....
في وقت سمعت فيه و قبل سنوات أن كوريا الجنوبية وزعت
مليونين و مئتي ألف جهاز كمبيوتر على شعبها مجانا وهو
من صنع طلابها في المدارس .. ....
إننا بحق حققنا تقدما ملموسا في بناء المدارس و مستلزماتها
لكننا سرنا بهذا التقدم إلى الخلف من خلال مناهج ضحلة
في أهدافها و مراميها إلى أنظمة تربوية أسوأ منها ..
إننا نتقدم بخطوات إلى الوراء يوما بعد يوم حتى غدت وسائل
التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت بين أيدينا نقمة علينا ,
فغدا استخدام الهاتف وسيلة للإزعاج و تصوير حرمات الناس
و تناقل كل بذيء ....
و أصبح استعمال الانترنت ملجأ لولوج كل من هب و دب لمواقع
الدردشة و المياعة و تبادل المسبات ...
حقا إننا نتقدم .. !!
فليصنع لنا طلاب الدول المتقدمة كل ما نحتاج إليه ,
و ليهنأ طلابنا بالراحة و اللهو .
ليهنأ شعبنا بالركون إلى الكسل و ليغزو غيرنا الفضاء أملا في
الإحاطة بكل جوانب الكون .
أذكر أنني و خلال متابعتي للكثير من القنوات و البرامج
الوثائقية انبهرت بالتقدم الهائل و البرامج العملاقة التي يعدها
و ينفذها الغرب ..!
و لم أجد و لو عملا واحدا من صنع شعوبنا اللهم إلا برنامجا
واحدا يتحدث عن كلاب الصيد في الصحراء .. !
فقلت في نفسي بأسف شديد :
( كل إناء ينضح بما فيه )
أما قنواتنا التي تتحدث الكردية فهي إلى يومنا هذا لم تقدم
عملا مفيدا أو برنامجا ممتعا و قد ملأت ذاكرتها بحشو الأغاني
من الافتتاحية إلى الختام
و كأن الأغاني هي السبيل الوحيد لإحياء أمة من سبات .!!
إننا نتفنن في استخدام كل ما وصل بين أيدينا أسوأ استخدام
بل بلغ التنافس أشده بيننا في التقدم إلى الخلف .
و كل عام و التقدم سبيلنا و - للأسف - إلى الخلف مرجعنا .