السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
كل عام و انتم بخير أعضاء مكسات الكرام و من العايدين , ينعاد عليكم جميعاً بالصحة و الهنا و العافية
أسطورتنا اليوم أسطورة ملتهبة تبعث على الدفء في هذا الشتاء القارس ,
تشبتوا جيداً برحالكم فنحن الآن نطارد العنقاء الى أرض مجولهة , لكن لنحمد
الله على أن الجو شتاء و لن يحرقنا لهب ذلك الكائن الناري
و بلا مقدمات أخرى ..
((9))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]العنقاء Pheonix هو طائر أسطوري يلتهب جسده بالنيران و يحرق نفسه ثم يعود للحياة من جديد من خلال رماده.(( المورد ))العنقاء في الحضارة الفرعونية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ربط قدماء المصريين طائر العنقاء بالأبدية و التي كانت قوية جداً في
حضارتهم ., و من هنالك انتشرت هذه الأسطورة الى الأراضي المحيطة لعصور
طويلة. يصور الفراعنة العنقاء بما يشبه طائر البلشون ( مالك الحزين ) و قد
وجد العلماء آثاراً لطائر مالك الحزين و هي أكبر من المعتاد في منطقة
الخليج العربي تعود لـ 5000 سنة . ربما رأى قدماء المصريين هذا الطائر
العملاق في حالات نادرة يمر عبر مصر أو سمعوا عنه من الرحالة و التجار
الذين كانوا يزورن المنطقة العربية من بلاد فارس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صور المصريين هذا الكائن على أنه مغطى بريش طويل على أجنحته و متوج بتاج
حاكم مملكة الأموات أوزيريس ( و الذي يحمل على جانبيه ما يشبه ريش النعام
الطويل دليلاً على الامتياز و الشجاعة ) أو وضعوا فوق رأسه ما يشبه قرص
الشمس , أطلقوا على هذا الطائر اسم بينو Benu , Bunnu .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]Thoth و هو اله مصري وثني يمثل نصفه لبشر و رأسه
لطائر أبو منجل ( أو الحارس ) و هو شبيه جداً للعنقاء المصرية. كان ملك
هيلوبوليس مدينة عبادة اله الشمس رع , و هو اله الحكمة و العلوم و المعرفة.كان الطائر بينو هو الطائر المقدس لمدينة هيلوبولس (آون , مدينة تقع شمال
شرق القاهرة و كانت مركز عبادة اله الشمس رع ) , على ما يبدو أن معنى اسم
الطائر بينو ينبع من كلمة " مضيء " أو " عالي " و قد ترافق ذكر هذا الطائر
كثيراً مع الشمس و كان يمثل على ما يبدو روح رع . في الحقب المتأخرة تظهر
الكتابات الهيروغليفية أن هذا الطائر أصبح يمثل طقوس عبادة اله الشمس و
أصبح رمزاً لطلوع الشمس و غروبها , كذلك نذكر أنه يمثل نوعاً من اليوبيل (
و هو ذكرى انقضاء عدد من السنوات , مثلاً اليوبيل الماسي يمنح بعد مرور 50
أو ستين عاماً على ذكرى معينة ).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ربط طائر مالك الحزين أيضاً بفيضانات النيل و ذكرى بداية الخلق حيث أنه
يقف وحيداً على الصخور المتناثرة العالية في النيل بعد الفيضان و بذلك فهو
أول حياة ظهرت على وجه الأرض حيث ظهر من بين الخراب و الفوضى ليعلن بداية
الحياة من جديد. لقد كانت صرخة هذا الطائر هي التي أعلنت بداية الزمن و
بذلك قسمه الى ما نعرفه نحن من ساعات , أيام , أسابيع , شهور , سنوات .
اعتبر المصريون الطائر بينو تمثيلاً حياً لحاكم مملكة الموتى أوزيريس و
غالباً ما كانوا يرسمونه جاثماً فوق شجرة الصفصاف المقدسة عندهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فيما بعد بنهاية القرن الأول و تحول روما الى
الديانة المسيحية أخذت بتفسير أسطورة العنقاء الى أنها رمز للبعث و الحياة
بعد الموت و قد قارنوه بروما الحية التي لا تموت حيث ظهر على عملاتهم في
العصور المتأخرة كشعار للمدينة الأبدية .أسطورة العنقاء عند العرب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ربما كانت أسطورة العنقاء العربية الكلاسيكية هي الأشهر من بين كل
الحضارات التي ذكرت هذا الطائر , وصفوه بأنه طائر أسطوري بديع الجمال بلون
قرمزي جميل و ريش ذهبي و ذو غناء غذب أخاذ . يسكن قرب الينابيع الباردة و
يطير كل فجر الى عالي السماء يغني و ينشد لدرجة أن أبوللو ( اله الشمس
الروماني ) كان يتوقف ليستمع الى غنائه الجميل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لقد قيل أنه لا يوجد سوى عنقاء واحدة لكل زمن و هو كائن معمر جداً يعيش ما
بين 500 سنة الى 1000 سنة , 1461 سنة , و حتى في بعض المصادر الى 12994
سنة ( و لا تسالني من أين أتوا بهذه الأرقام العجيبة ) !!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عندما تقترب نهاية العنقاء تبني عشاً يشبه المحرقة مختارة أغصاناً عطرية
الرائحة و تشعلها بالنيران و تدع اللهب يلتهمها , بعد 3 أيام تنهض عنقاء
جديدة لتعيش كسلفها و قيل في بعض الكتب أن العنقاءنفسها تنهض من جديد من
وسط الرماد لتحيا مرة أخرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تجمع العنقاء الجديدة ما تبقى من رماد سلفها على شكل بيضة و تضعها في
مدينة هيلوبولس في مصر هدية لرع. رمزاً لموت و حياة الشمس في كل يوم.
يصور العرب أيضاً طائر العنقاء على أنه يشبه نسراً عملاقاً يعيش على قطرات
الندى و لا يقتل أو يهاجم أحداً معتدياً و اعتبروه ملك الطيور كذلك أطلقوا
عليه اسم طائر الشمس و كذلك فعل الآشوريون و المصريون .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كان أول ذكر للعنقاء في التاريخ على يد الشاعر
اليوناني هيسود Hesiod في القرن الثامن قبل الميلاد , لكنه ذكر بتفصيل
أكبر من قبل هيرودوتس Herodotus المؤرخ اليوناني الشهير في القرن الخامس
قبل الميلاد.