قليلون هم الذين يرفضون حقيقة الحب لأنهم يعتقدون أن
الحب مجرد أسطورة
تبادلها وتناسخها البشر
في أشعارهم ..وقصصهم ورواياتهم
تلك التي تعرض كل يوم على صفحات الكتب وشاشات السينما والتلفزيون ..
وتعرض أيضاً على ملامح و شفاه الذين يدعون الحب كل يوم ويدعون الشقاء والسعادة فيه ..
فكلما تعمقت في الحب وتعمقت في تفاصيل السلوك الإنساني ..
وجدت أن الحب مجرد تفاصيل وتعريفات أخرى غير الحب الذي يتحدثون عنه
ويقصدونه ودعوني اشرح لكم ..
لكن قبل كل شيء من كان يؤمن بالحب فعليه أن يستعذ مني قبل أن يقرأ الموضوع
الحب مجرد ممارسات منسوخة ومشروخة نسقط أنفسنا ومشاعرنا عليها ..
فحبيب يحب بطريقة روميو وحبيبه تحب بطريقة جوليت ..
وحبيب يبتذل حبه بطريقة منسوخة من قيس ..وأخرى تعيش دور ليلى
حتى انهم يبتذلون دور الجنون فيقول احدهم :
"أترى كم هو جنوني على حبيبتي "
وكأن على من يحب عليه أن يمر بفلسفة جنون قيس ليكون عاشقاً حقيقياً
(وهذا ابتذال) ..
وحبيب يعيش دور عبد الحليم حافظ ..وأخرى تتحدث بنبره وطيبه فاتن حمامة ..
وأخر يحب ويعدد حبه على طريقة اقتداءه بذلك البطل الغاوي في الفلم الفلاني ..
وتلك تبكي من حبيبها ليس لأنها تبكي منه فعلاً بل لأنها تريد أن تشبه الممثلة
الفلانية في الدور او اللقطة الفلانية ..
حتى انها قد تدفع حبيبها إلى الخيانة لتعيش دور تعطشت له بحرقة في فيلم من
الأفلام او رواية من الروايات التي اثملتها حد التصاقها بشخصيتها ..
وحبيبه تفرح بمرضها بالقلب ..لأنها تريد ان يقلق عليها حبيبها كما يفعلون
في المسلسلات والروايات والأفلام ولاعتقادها "أن مرض القلب دلع
وبرستيج أخذته من روايات عديدة اطلعت عليها كانت فيها البطلة مصابه بالقلب
وكانت رقيقة القلب ..
( يقتلنا أحياناً شغفنا وتأثرنا بالتمثيل الذي يجعلنا ننتشى سلوكياتنا
نحوا الحب
حتى اننا لا نخاف إن مرضنا اومتنا في سبيل تحقيق نشوه منسوخة..
ونموت ونحن لم نكتشف اننا متنا فقط متأثرين ومثارين
متنا فقط مشنوقين في حبال تأثرنا بدراما ما )
كل هذا يحصل لدرجة أن المجتمع العربي لفترة طويلة واعتقد
إلى الآن يمارس الحب على طريقة الأفلام والمسلسلات المصرية
يعيشه من خلال شعور واعتقاد نجيب محفوظ وغيرهم من ابتذلوا تعريف الحب ..
تأثرهم يجعلهم يعيشون الحب بتأثره المصري
يعيشون الحب بشكل مصري وثقافة مصرية
ودراما مصرية ومشاعر مصرية..
بداية من " أموت في حبك "
وهو ما بيموتش ولا حاجة ..
ونهاية بـ " مقدرش أتنفس بدونك "
وهو يتنفس طول الوقت بدونه
وكأنه بوجود الحب نسى التكوين الحقيقي للهواء وهو " الأكسوجين "
هل يجب أن يكون الحب مجرد مجاملة ومجرد كلمات في وادي وسلوك في وادي ..
هل يجب أن نحب على طريقة أموت فيك ..ومقدرش أعيش بدونك ؟
هل يجب أن نكذب ونبالغ لنعبر عن حبنا ؟
الكثير من الكلمات والروايات والدراميات تبالغ كذباً في الحب ..
ولا تعلم أن المبالغة تجعل الحب مجرد كذبه ومجاملة يتناولها العشاق
ويكذب كل واحد فيهم على الآخر ..فأكثرنا حباً هو أكثرنا كذباً وفهلوة لاكذوباته ..
كل هذا يحصل إلى درجة اننا نجد اننا ابتذلنا نسخ ولصق الحب
لدرجة أن هنالك اليوم من يمارس الحب على طريقة " بحبك يا حمار ..
" فأصبح الحمار وصف غزلي رومانسي يتبادله العشاق بطرب
وكأنهم لم يعودوا يجدون ما ينسخونه ويبتذلونه من اجل ممارسة الحب ..
وستجد الكثير من الأمثلة على ذلك في من يبتذلون الحب من الكيلبات
والأغاني والمسلسلات الحديثة ..
ويمارسونه على الطرقات والشاتات والجوالات ..
حتى انك ستجد أولائك الذين يتراسلون على شاشات التلفزيون يعيشون حباً ويصدقونه ...